X

رباح الصادق:مغادرة الأمة للحرية والتغيير خيانة للشعب والثورة

انتقدت عضو المكتب السياسي بحزب الأمة القومي، رباح الصادق، دعوات الخروج من “الحرية والتغيير” التي يروج لها بعض الأنصار واعتبرت ذلك خيانة للشعب والثورة في هذا الظرف الذي تواجه فيه البلاد “انقلابا متوحشا” يتطلب ترك الخلافات جانبا والتوحد مع كل من يعارض السلطة الانقلابية.

وعددت رباح في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك مآخذها على “الحرية والتغيير” وتحسرت على عدم قبولها بالإصلاحات وعقد المؤتمر التأسيسي ووقوعها في أخطاء سببت الاحباط.

فيما يلي نص المنشور

«تريند» الأحباب
(1)

كان الثالث من يونيو 2019م ضربة موجعة افقدت جانباً من الشعب حسه بالأمل الذي أشعلته الثورة المجيدة، كنت من الذين أصيبوا بارتجاج وخرجوا بعاهة ربما أبدية من حلبة الحلم الوطني، ثم ما لبث أن جاء انتقال حبيبنا النعمة ليقضي على البقية الباقية. فما فقت بالانقلاب المقيت في ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١م إلا لأجد كل ما خطط له الحزب تحت جناح الإمام، من ضرورة إصلاح الحرية والتغيير، وابرام العقد الاجتماعي الجديد، وعقد المؤتمر التأسيسي؛ كلها تم تخطيها لنسير في خطة قد تتناغم مع الهوى الثوري ولكن تعوزها الحكمة المطلوبة للعبور الوطني. وكان الحبيب عليه الرضوان عد من ميزات وبركات ثورتنا وجود قوى أضفت ميزان الحكمة فارشدت به حماسة الثورة.

(2)

أؤكد أنني ككثير من ابناء وبنات جيلي ممن فتلوا خيوط هذه الثورة مذ كانت نطفة وقبل أن يباركها الرحمن بانحياز هذا الجيل العبقري، كنا ثلة لا تتعدى بضع عشرات حفظتها الوقفات وغرف الاجتماعات وحملات المناصرة منذ تسعينيات القرن الماضي.. ولذلك وقفت بقوة خلف حكومة الثورة حتى تكاثرت الخيبات وإدارة الظهر للشعب.. ورويداً رويداً فقدت الحرية والتغيير عندي وعند الكثيرين بريقها، وفعلت تجاوزات بعض قادتها ومنسوبيها أفاعيلها من الإحباط، وقطعاً لم أعد أرى في الحرية والتغيير ألقاً، ولا صحبة واجبة..

(3)

وكنت ضمن كثيرين من الثوار أرى ضرورة أن تجري الحرية والتغيير نقداً واضحاً حتى تعاد فيها الثقة. وتقدم ضمانات بضرورة الإقلاع عن حالة اختطاف كابينة القيادة لثلة تدير القرار في صوالين مغلقة، كما ظللت استغرب من توزيع المناصب، كالناطق الرسمي، لجهات تحرص على مكاسب حزبية أكبر من حرصها على تماسك التحالف وسمعة مكوناته، والتصريح الأخير لناطق التحالف خير دليل.

(4)

بالرغم من هذه المآخذ كلها، لا أخفي انزعاجي من (تريند الأحباب) الذي ظهر منذ الأمس بالدعوة لخروجنا من الحرية والتغيير.

(5)

الوضع الآن لا يحتمل إلا أن نترك خلافاتنا وراء ظهورنا ونهب لدرك الوطن.

هناك انقلاب متوحش على رأسه جهلة ظلمة فيهم من يغط في سكره بالسلطة، ومن يغرق البلاد بالآيس والافيون، ومن يهرق فيها الدم سفحاً بلا خشية من عقاب ولا رب عباد.. بلاد تمرح فيها الاستخبارات الأجنبية، وتتصارع الدول على أرضها ونيلها وذهبها وماشيتها ورمالها وصمغها وتتكالب على المرتزقة من ابنائها.. ورب البيت هو الذي يعطي اللصوص خريطة الطريق ويسلمهم الثروات ليقفوا معه فوق رؤوس شعبه.

فإذا لم نتوحد الآن مع الحرية والتغيير، وغيرهم من رافضي انقلاب الخيانة والعمالة والاضطهاد والدم هذا، ونعمل يدا واحدة لإسقاطه.. نكون قد عققنا هذا الوطن، وخذلنا هذا الشعب، وخنا هذه الثورة ودماء شهدائها، وتمسكنا باهداب كرامة وعزة حزبية ولو على جثة ومذلة وصغار الوطن..

اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم

وليبق ما بيننا