X

الجميل الفاضل .. ” ثم لا ” .. الجنرالات بين المطرقة والسندان !

ليس ثمة أغرب في تاريخ إنقلابات السودان علي الإطلاق، التي بلغت نحوا من (17) إنقلابا، فشل منها ما فشل، ونجح منها ما نجح .. من هذا الإنقلاب المشؤوم علي البلاد والعباد، الذي قاده علي حين غفلةٍ وغِرةٍ، له وعليه في آن معا.. الجنرال البرهان في الخامس والعشرين من إكتوبر الماضي.
فهو إنقلاب بالطبع كسائر إنقلابات العسكر في الدنيا، من وجه إعتماد قادته علي القوة المادية المسلحة، التي وضعها الشعب بأيديهم، أو قل إئتمنهم عليها.. كعنصر غواية، وغلبة، و إرغام.
بيد أنه في الحقيقة إنقلاب “أخرق” بمعني الكلمة، إستحق عن جدارة وصف المفكر السياسي الحاج وراق له بالإنقلاب “الخلاقة” الذي بدا فضلا عن “خلاقته” كإختيار أرعن من حيث المناخ الدولي والأقليمي الرافض بالمطلق لفكرة ونموذج الحكومات الإنقلابية، وكذا لطبيعة الحالة الثورية التي ظلت تسيطر علي البلاد لثلاث سنوات كاملة، بل ولضعف عناصر الاسناد والتنفيذ المعقدة للغاية التي تظني الإنقلابيون أنها كافية لنجاح وإستدامة تجربتهم الإنقلابية الفجة والفطيرة .
لكن الأدهي وأمر في إنقلاب البرهان، إجتراره لأساليب ونهج تجربة الحكم الإخواني الذي جثم علي صدر البلاد لثلاث عقود ، تلك التجربة التي كبدت الإنسان السوداني خسائر فادحة، ليس أقلها فقدان البلاد لأكثر من ثلث مساحتها، علاوة علي حشر السودان في نفق العزلة الدولية الخانق، بعد وضع إسمه تحت لائحة الدول الراعية للإرهاب.
فالإنقلاب أعاد أو كاد أن يعيد البلاد، الي وضع العزلة ، إضافة لتبديده فرص إستثمار دولي تقدر بنحو ثلاثين مليار دولار، ناهيك عن ضياع منح وقروض مباشرة من مؤسسات التمويل الدولية كان ينبغي ان تدخل الي خزانة البنك المركزي في شهر الإنقلاب لا تقل عن اربعة مليارات دولار، الي جانب تلويح مجموعة دول نادي باريس بالغاء اتفاق اسقاط أوتيسير سداد ديون السودان البالغة أكثر من ستين مليار دولار.
ولا يعرف الي الآن علي الأقل .. هل ستثمر الضغوط الغربية في تراجع جنرالات الجيش عن الإستمرار في الإنقلاب، عبر مبادرة الآلية المشتركة التي تقودها الامم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، والإيقاد.
أم يذهب الجنرالات في تحدي ارادة الشارع السوداني، وفي تحدي رغبة المجتمعين الإقليمي والدولي، الي نهاية هذا الشوط الخاسر لا محالة.
فالمعطيات تشير الي أن الجنرالات الذين رزحوا لنصف عام تقريبا، لن يصمدوا طويلا.. بين مطرقة الحراك الثوري، الذي يظاهره دفع دولي ، وسندان شهوة الحركيين الإسلاميين العارمة والمجنونة، الغارقة في التطلع لإستعادة عرش السلطان المفقود مهما كان الثمن ، حتي لو كان هو الحرب.

لام..ألف
إنهم أحفاد الشياطين، المساكين، المجانين، الذين اذا رأوا حلماً جميلاً لقنوا الببغاء شعر الحرب.
حالتي
أشهد الا إنتماء الآن
إلا أنني في الآن لا