X

محمد أحمد الدويخ .. يكتب .. السفير الأمريكي بشوارع الخرطوم بأمر رسام سوداني..!

عبدالرحمن_ريشين :
فنان سوداني يشرب قهوته تحت ظل لوحته بشوارع الخرطوم..

 

 

 

 

 

 

 

بهذه اللغة خاطب أوباما وميسي ومانديلا ولوممبا..ويحلم بالمشاركة في كأس العالم ٢٠٢٢.م بقطر .

جمع بريشته أغلب السفراء في حديقة اشراقة ..ورفض عرضا للعمل أستاذا بجامعة السودان مفضلا الشارع..

على رأس كل دقيقة يعبر العشرات ، بل المئات من المارة بحديقة اشراقة بالخرطوم (٢) دون أن يعيره أحدهم اهتماما وان اوقفتهم لوحاته البديعة..

 

 

 

 

 

 

 

تأبطت كاميرتي وحزمة أوراق ويممت وجهي شطر ساحته شمال شرق اريكة حديقة (اشراقة التجاني يوسف بشير ) بالخرطوم (٢) على واجهة البنك السعودي السوداني ..حيث يقيم _موقتا_ الرسام العصامي عبدالرحمن ريشين (٦٦) عاما من عمره .. قضى منها (٢٦) عاما في هواية الرسم على طريقة (البروتريه) بشوارع الخرطوم مستلهما مئات الشخصيات البارزة على المحيطين المحلي والاقليمي.
كانت حصيلة المقابلة الصحفية شيقة لما ورد فيها من مفارقات عصامي رفض الوظيفة استاذا بجامعة السودان_كلية الفنون الجميلة مفضلا الشارع ..وبراحات اللوحة.. وافق الريشة..!

عبدالرحمن ريشين :
السيرة وعطاء الريشة :
منذ ميلاده عام ١٩٥٦.م بمنطقة (كبم) بولاية جنوب دارفور بكرا لوالدته زينب ادم محمد
ووالده علي عبدالرحمن علي (ريشين)..فقد ظل الطفل عبدالرحمن ريشين يستهلم ابداعه من طبيعة دارفور الساحرة ..ولكن لم تصغل تلك الموهبة بالدراسة والتخصص عندما ترك الدراسة بسبب انقلاب هاشم العطا عام ١٩٧٣.م وهو بالمرحلة المتوسطة..ليتفرغ للاعمال الحرة وممارسة الرسم وهو يضع أولى لوحاته على قارعة الطريق بشوارع الخرطوم عام ١٩٩٦.م
وعلى مدي (٢٦) عاما من (مغامرته) مع الريشة استطاع ان يجمع كافة السفراء بالخرطوم على حائط ابداعه بحديقة اشراقة بجانب تلبية طلبات مشاهير جسدت (لوحاته) ملامحهم في سحر وابداع.

انقلاب هاشم العطا أوقف مسيرتي الدراسية..وبسبب نميري عرفني الجمهور..

لم تكن البداية بذات الحماس وجدل العامة حول اللوحة وابعادها بالطبع ..يقول الرسام عبدالرحمن ريشين عبدالرحمن عرضت اول لوحة بشوارع الخرطوم قبل (١٩٩٦.م) عاما مطلع العام ١٩٩٦.م وكان للجمهور رؤيته النقدية وملاحظاته الفنية الدقيقة خاصة عند عرض بورتريه شخصية مشهورة مثل الرئيس الراحل جعفر محمد نميري مثلا .. حيث اشاد الجمهور بدقة الرسم وتطابق البروتريه لمجرد ملاحظته (الفصدة) على خد النميري وهي ملاحظة نادرا ان ينتبه أحد من العامة او حتى الفنانين انفسهم ..!

يعود ريشين إلى بداياته حين ترك الدراسة وهو على أعتاب المرحلة المتوسطة عام ١٩٧٣.م عقب انقلاب الرائد هاشم العطا ..يقول بالمقابل عرفتني لوحة الرئيس نميري بالجمهور وسط الخرطوم بجانب لوحات عدد من المشاهير الأفارقة منها لوحة مانديلا ولوممبا والفنان محمد وردي وغيرهم.
لهذا السبب رسمت السفير الأمريكي..وبهذه اللغة خاطبت أوباما وميسي واتمنى المشاركة بكأس العالم :
على حائط رسوماته (البورتريه) تتوسط لوحة السفير الأمريكي لدي الخرطوم جون جودفري لأسباب مهمة يفصح عنها الرسام عبدالرحمن ريشين باعتباره اول سفير أمريكي بالخرطوم عقب تحسن العلاقات بين البلدين بعد قطيعة دامت أكثر من (٢٦) عاما اي منذ العام ١٩٩٦.م .

لوحة أوباما.. والمصير المجهول :

أكد الرسام ريشين ان من أهم لوحاته التي يعتز بها لوحة الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما والتي تجسد المشهد وهو يغادر البيت الأبيض بعد ثماني سنوات من الحكم يتأبط ملف إنجازاته وجرأته التي أدهشت العالم وجعلته مثالا للعديد من الشباب الافريقي لخصوصية انحدار جزوره لوالده ذو الأصول الكينية..حيث تم تسليم اللوحة بالفعل لمنسوبي السفارة الأمريكي بالخرطوم لايصالها للرئيس أوباما بالبيت الابيض ولكن لم يأت الرد حتى اللحظة وما زلت أتساءل هل وصلت الرسالة ؟
بجانب إرسال نسخها ثانية من لوحة اوباما عبر معرض دبي الإبداعي بدولة الامارات المتحدة واتمنى ان تتحقق تلك الأمنية ليعرف العالم ان بإمكان الموهبة ان تحقق احلام صاحبها ..علما بأن كلية الفنون الجميلة بجامعة السودان قدمت لشخصي عرضا مغريا للعمل أستاذا ولكن لم اوفق في ذلك لأنها اشترطت على شخصي الدراسة اولا ..
لذلك فضلت الشارع على الجامعة للظروف المعيشية خاصة انني اعول اسرتي الصغيرة ولدي (١٩) حفيدا من بناتي الأربعة وشقيقة واحدة توفيت قبل عام فقط كانت تحت كفالتي الشخصية.

بروتريه..الريشة التي جمعت
سفراء الخرطوم بالشارع :

يعرف النقاد والادباء فن البروتريه بأنه :فن رسم الأشخاص وعرض شبه شخصية او صورة أو لوحة او نحت.ويقول الرسام السوداني عبدالرحمن ريشين ان مثله الأعلى في ذلك المجال هو الفنان العالمي ليوناردو دافنشي صاحب (الموناليزا ) واحد أبرز فناني عصر النهضة على مدى القرون.. #مبينا ان الجمهور يفضل لوحة البروتريه على صورة الكاميرا لانه يجسد أصل الطبيعة للأشخاص العاديين في حياتنا او المشاهير في المجتمع..وابداع الفنان قادر على ان يجمعهم في لوحة فقد حدث ذلك بالفعل عندما جسدت بريشتي أغلب سفراء الخرطوم في لوحات مطابقة وقدمتها على (حائط الفن) بحديقة اشراقة التجاني يوسف بشير بالخرطوم (٢) وكان ابرزهم أمير السفراء العرب سعادة السفير المغربي محمد ماء العينين الأديب المجيد وآخرين من الملوك والامراء بينهم الملك فهد بن عبدالعزيز والامير فيصل والامير عبدالله والامير زائد والامير تميم واحلم بالمشاركة في كأس العالم ٢٠٢٢.م بقطر لتجسيد الشخصيات البارزة المشاركة في هذه التظاهرة العالمية الجامعة ومخاطبتها بلغة الفن التي استطعت عبرها مخاطبة أوباما وميسي ورونالدو ومانديلا ولوممبا ولوكاكو وأضاف ريشين مع ابتسامة تدل على متابعته الدقيقة للاحداث بان اللاعب البلجيكي روميو لوكاكو نجم مانشستر يونايتد (طالع في الكفر) هذه الأيام..!
مما يدل على أن ريشين متابع جيد للأحداث..
لا حواجز بالفن ..
ولهذا السبب وضعت الحناء
على أيدي الفنانة (عشة الجبل)
ليلة زفافها ..!؟
يذهب الرسام عبدالرحمن ريشين إلى أن للفن براحات أوسع من أن تحتكرها تيارات فكرية او قناعات سياسية ضيقة لذلك تجد الفنان يجسد لوحة كل مبدع او مشهور في مجتمعه مبينا ان المطربة عائشة الجبل (الجبلية) ظاهرة فنية نادرة وتجربة فنية مهمة يصعب على عين الفنان تجاوزها خاصة مناسبة زواجها الاخير حيث تداولت الاسافير والمواقع الإلكترونية ان (النقطة) في زواج (الجبلية) تجاوزت (نفرة القومة لللوطن ) التي اطلقها رئيس مجلس الوزراء السوداني حينها الموسس الدكتور عبدالله حمدك ..لذلك كان من الطبيعي تجسيد لوحة (الجبلية) ليلة زفافها ..حيث كنت حريصا على وضع الحناء على يديها مع باقة زهور بيضاء تجسد روح المناسبة..واحسيت بالرضا في وضع أدق التفاصيل بنفس روح الفنان التي جسدت فيها لوحة فنان افريقيا الموسيقار محمد وردي..فالفنان الحقيقي بإمكانه تجسيد (احلامه) في لوحة والعيش على (واقعها) على غرار قصيدة الشاعر الشفيف الصادق الرضي صاحب اغنية مصطفي سيد احمد (غناء العزلة) حيث يقول في قصيدة اخرى :
سوف اصنع لي فتاة من دخان سجائري ..
لتلم عن وجهي غبار الاغتراب..
يعترف الفنان ريشين بأنه لم يورث مهاراته لأي من بناته الاربع واللائي مهرن في فنون وضع الحناء خاصة بعد أن اصبحن جمعيهن من الامهات..وأصبحت جد لعدد (١٩) حفيدا والحمد لله.
لوحة ابنة المدير كادت تفصلني من المدرسة..
وفي الكنغو دفعتني (لوحة الهية)
لاعتزال الفن (٢٠) عاما..!
يسترجع الفنان عبدالرحمن ريشين ذكرى أولى لوحاته الفنية عام ١٩٦٨.م وهو طالب بالصف الرابع بمدرسة (كبم) الابتدائية المختلطة بجنوب دارفور وذلك بعد تجرأ على رسم ابنة مدير المدرسة واخفاء الصورة غير أن أحد زملائه التلاميذ وشى بها وعندما طالب المدير بإحضار التلميذ والصورة تخوف زملائي وتوقعوا رفدي من المدرسة او مطالبتي باحضار ولي امري على اقل تقدير ولكن وحدث المفاجأة ان تم تكريمي على هذا الإبداع والتفرد..
مما شجعني على مواصلة موهبته..
وفي العام ١٩٦٩.م قدم التلميذ عبدالرحمن ريشين اول بروتريه في حياته عن الرئيس جعفر محمد نميري نال به ارفع جائزة في حياته مبلغ (واحد جنيه) الأمر الذي وزاد من شهرته على نطاق اوسع ..
غير ان ريشين يستدرك ان قدرة الله الخالق هي فوق كل مبدع وقد تجسد ذلك _حسب شهادة الفنان ريشين انه زار دولة الكنغو الديمقراطية معقل المناضل الملهم باتريك لوممبا عام ١٩٧٨.م وقد ادهشه مشهد إحدى الأشجار حتى تخيل انها لوحة فنان بشرى لولا ملامسته افرعها الصغيرة الأمر الذي جعله يعتزل فن الرسم والبروتريه أكثر من عشرين عاما ولكن ظروف الحياة إعادته للشارع مرة أخرى ومخاطبة الناس بلغة الفن وحب الناس ذلك الوسام الارفع لدى كل مبدع .
يقول ريشين في قناعة :
لم ارغب ان اقدم لوحاتي داخل صالة مغلقة مطلقا وأفضل الشارع الذي عرفني بالناس وفتح لموهبتي أكثر من نافذة على الصورة والطبيعة.