X

الجميل الفاضل .. يكتب .. ” ثم لا ” .. الأمتار الاخيرة

يبدو حال الانقلابيين اليوم، كحال العدائين عند الاقتراب من خطوط نهايات الملعب، في الأمتار الأخيرة من السباق، تتفصد جباههم عرقا، تضيق صدورهم، تعلو أنفاسهم وتهبط، تتباطأ خطاهم، تتهدل أكتافهم.
هي صورة أقرب ما تكون لحال جنرالات استبدت بهم شهوة السلطة، فاستبدوا بالناس هنا لنحو ثمانية أشهر، استنفدوا خلالها كل الحيل الممكنة والمستحيلة، من أجل غاية واحدة، هي غاية البقاء في الحكم.
استعاروا تجارب طبقها جنرالات مثلهم في شعوب قريبة، قبل أن يسقط هذا الشعب المعلم، في ايديهم او عنها، كافة ما ظنوا انه يكفي لخداع او لترويض الناس في هذه البلاد.
غدا وفي هذا الخميس، الذي يخرج فيه السودانيون من كل فج عميق، يتدفقون علي الشوارع التي خبروها لنحو أربعة سنوات، الفتهم والفوها، لم تخنهم يوما، ليخونوها، اطعموها اشلاء فلذات اكبادهم، وروا ظماءها من دمائهم، فصار عرقهم ملح لترابها من “باشدار”، و”محطة سبعة”، إلى “شارع الستين”، ومن “محطة سنادة” و”شارع عبدالعظيم” الي رأس شيطان “البرلمان” مرتع رماة قنص الابرياء الواعدين، ومن “مؤسسة” بحري العنيدة الي “كلس” “الجحفان” المراوغ.
المهم ستخرج هذه الأرض اثقالها غدا من اقاصي مدن، وقري وفرقان السودان، بل ومن عواصم الدنيا البعيدة.
ان فصلا جديدا من فصول ثورة ديسمبر المجيدة، يكتب غدا ايضا، في سياق المعجزة السودانية الحية التي تخلقت اطوارا، منذ اندلاعها في العام (٢٠١٨).
ولم يخبو لجمرتها المقدسة اوار، فظلت هكذا جذوتها متقدة، يكاد زيتها يضيء من تلقاء ذاته، ولو لم تمسسه نار.
إذ كلما تظني المتوهمون ان مضى الوقت كفيل باطفاء نارها، اوقد الله من بعدها، ومن تحتها نارا.

حالتي
اشهد الا انتماء الان
الا انني في الآن لا