X

سعيد عباس .. يكتب .. ” صورة وعمق ” .. الموضة في مدراس الكودة !

في إحدى حواراتي الصحفية في طيبة الذكر صحيفة “فنون” سألت يوما استاذنا الكبير وفنان الاجيال المخضرم شرحبيل احمد عن موقف تركه مذهولا فأجاب قائلا عندما اشترى منزلاً في منطقة ام بدة شارع الردمية، قال انه كان يوميا يسمع صوتا ينادى شرحبيل شرحبيل بأعلى صوته ولمّا يذهب للشارع لا يجد شخصا وتكرر ذلك الموقف عدة مرات حتى ظن عدد كبير من اقارب شرحيل ان المنزل مسكونا ،لدرجة ان شرحبيل نفسه ظن انه شرب مقلب بذلك المنزل المسكون ولكنه قال بأنه قرر ان يجلس يوما كاملا بعد ان يخفى نفسه وراء احدى الاشجار ليراقب صاحب ذلك الصوت ويقطع الشك باليقين، وبالفعل عندما جلس شرحبيل مجرد خمس دقائق شاهد بص سوق ليبيا يبطئ في سرعته توطئة للوقوف بجوار منزله وحينها راى وسمع الشاب يصيح باعلى صوته شرحبيل شرحبيل عندها تأكد ان منزله اضحى محطة وليس مسكونا كما كان يظن،إلا ان الطامة الكبرى كانت هى ارتفاع نسبة الايجارات والااضي بتلك المنطقة عندما ارتبطت باسم شرحبيل احمد او ان يقول احدهم منزلي قصاد او جوار شرحبيل احمد نجد ان المواطن البسيط هومن يدفع ثمن شهرة شخص آخر، اما الفنانات الرائعات الثلاثي المعتق البلابل عندما سألناهن عن تسمية عدد من الفنانات باسماء مناطق معينة مثل فلانة “جبرة” وعلانة “مدني” وفرتكانة “القلعة” اجابت احداهن قائلة بأنهن وفي زمانهن كانت تطلق اسمائهن على المناطق وتُعرف بها وقالت الآن وعلى النقيض تماما الفنانات يعرفن باسماء المناطق والمحطات وضحكت في كبرياء وسكتت.كذلك الحال في مشكلتنا العويصة بمدارس الكودة التى أسست عددأ كبير من مدارسها في مساحات متقاربة في منطقة الفتيحاب وابوسعد ، المدارس حققت نجاحات كبيرة وارتبط اسم تلك المدراس بالمنطقة واضحت احدى المعالم ولا ناقة لنا اوجمل في ذلك، إلا ان الطامة الكبرى هو ان احدى بناتي كانت تقراء بتلك المدارس ورحلت بها الى الخرطوم زهاء العامين ولما سمعت ان تلك المدارس حققت نجاحات اكبر في المراكز الاولى على مستوى السودان وولاية الخرطوم قررت ان ارجع ابنتي لتلك المدارس ولكني تفاجأت بزيادة الرسوم الكبيرة فيها وانا أب لثلاث طلاب يفترض ان يدرجوا في تلك المدرسة ولمّاحسبت انني ذكيا وذلك لأنني اريد ان امزق فاتورة ترحيل الثلاث ابناء معاً واقوم بالسكن بجوار المدرسة في اي شقة مجاورة تفاجأت بالمثل المصري القائل “كان غيرك اشطر” وذلك لأنني وجدت السماسرة (لعنة الله عليهم) قد رفعوا اسعار إيجارات كل المناطق المتاخمة والمجاورة لتلك المدراس خاصة عندما احرزت المركز الاول في العامين المنصرمين فأصبحت تماما مثل منزل شرحبيل الذي قام برفع اسعار المنطقة لنجوميتة التي لانحصد منها شئ، واصبحت الثلاث مدارس الموجودة بتلك المنطقة تماما كالبلابل فبدلا من ان تُسمى المدارس بأسم المنطقة تم تسمية المنطقة باسم المدارس، فلا تجد من يقولوا المحطة القديمة بل حتى الكماسره تجدهم يقولوا محطة مدارس الكودة . حتى ظنتت ان مابين الكمساره وإدارة المدرسة “شئ من حتى” ولكن للأسف حتى مواطنوا المنطقة اضحوا يطلقون اسم المدارس على المنطقة، اخشي ما اخشى هو ان تستغل إدارة مدارس الكودة تلك الهجرة العكسية التى أتى سكانها من مناطق الدرجة الاولى من الصحافات والبراري وعدد من احياء الخرطوم الراقية ليدرس ابنائهم في تلك المدارس،هولاء الاثرياء يحسبون لمصالحهم المستقبلية بصورة مدروسة ودقيقة، ولكن “نحن ناس بنعيش حياتنا الصافية بالنية السليمة” لذلك اثر صفاء نيتنا على ابنائنا ودخل الغرباء مناطقنا ليستأسدوا على مدارسنا التي شُيدت من اجل ابناؤنا وانسان منطقتنا، ولكن السواد الاعظم من ابناء تلك المنطقة تراهم لايابهون لذلك الخطر الداهم لأنه انعش اقتصادهم ورفع من مستوى الشقق والمنازل في تلك المناطق ، فوجود مجموعة تلك المدراس بتلك المنطقة تماما مثل كوبري المنشية الذي ربط الجريف شرق بالعاصمة واضحت متاخمة تماما للمنشية ودخلت بقدرة قادر في ليلة وضحاها الي قلب العاصمة بعد ان كانت تعد من القرى الجميلة والريف الهادئ فارتفعت فيها اسعار العقار والايجار ارجو ألا يستغل الاهالي حوجة المستأجرين ويضاعفوا عليهم الاسعار ، نعم ان اصحاب المدارس اجتهدوا وحققوا نجاحات مستحقة ولكن ماذنبنا نحن كأولياء امور او مواطنيين بسطاء ندفع ثمن شهرة مؤسسة من عرق جبيننا ومال اولادنا وفلذات اكبادنا نحن لا نحسد اصحاب المدرسة في شئ ولكنني ومن غير حسد وددت ألا تحقق تلك المدارس تلك الشهرة حتى نتعثر في ادخال ابنائنا لها وتغدو تلك البنايات الفاخرة “جميلة ومستحيلة” لكل محدودي الدخل المقتدرين وميسوري الحال،، الذين جأؤو من مناطق بعيدة ونأئية ليسكنوا حوالى المدرسة نتمى لهم التوفيق ولكن عليهم ان يقفوا معنا وقفة رجل واحد لحل اشكاليات الايجارات في تلك المنطقة بواسطة اللجان الشعبية او حتى المحلية التي يفترض ان تقف مع البسطاء ومحدودي الدخل لتحديد سقف الايجارات بتلك المنطقة ودفع ايجار المثل بالمناطق المشابهة لها حتى لايقع المواطن الذي ينظر لمستقبل ابنائه فريسة لأطماع السماسرة والوسطاء.
ولنا عودة .