X

عبدالباقي جبارة .. يكتب .. ” فزع الحروف ” .. ” نعومة ” يا حزن كل المدن !

نوفمبر ٢٠١٣م ونحن نشارك لاول مرة بمعرض الكتاب العالمي بإمارة الشارقة ” عاصمة الثقافة ” بدولة الامارات العربية المتحدة رفقة نخبة من الزملاء معي من السودان الاستاذ عبدالوهاب موسى وميسون عبدالرحمن وانضممنا الى كوكبة من الزميلات والزملاء من الصحفيين والاعلاميين العرب اذكر منهم ايمن عبدالجواد ويسمين ابراهيم من مصر ، نجلاء قموع من تونس ، منصور السعدي سلطنة عمان وآخرين من البحرين ومورتانيا وغيرها .. الرابط بيننا تلك السمراء الهاشة الباشة والتي كانها خلقت لتوزع تلك الابتسامة الساحرة كانت تتحلق حولنا وتسعى بيننا كالفراشة وسط الزهور .. نراها توزع جهدها لخدمة كبار الكتاب والاعلاميين من مختلف بقاع العالم بلغاتهم ولهجاتهم المختلفة وخاصة بان معرض الشارقة في ذاك العام به ” الف عنوان وخلف كل عنوان حكاية تكاد ترويها نعمات حمود سطر سطر وتقدم اصحابها او ورثة من رحل منهم وتمنحهم حقهم الادبي ، وبالمساء يطل عليك صوتها الرخيم في منتدى الشعر الذي اعدته بحب كبير وصوتها يسري ويكاد يردد صداه مقرن النيلين وهي لا يلهيها هذا الزخم العالمي .. وتردد في زهو وفخر : ” بلادي يا سنا الفجر …… وينبوع الشذى العطر
وملهمتي أغاريدي …… وآيات من الشعر
سلام أنت ألحاني وحلمي في الهوى العذري
رعتني أرضها طفلا…… فكيف أسومها غدري
وأصبو لذاتها عمري …… وحق لخيرها شكري
سلام أنت ألحاني وحلمي في الهوى العذري
وعند الروضة الغنا …… أفياء من الشعر ” ..
وفي حضورها اقتنينا منتوج كبار الكتاب والمفكرين وبتوقيعاتهم وخاصة السودانين منهم حيدر ابراهيم ، الوليد مادبو وعبدالعزيز بركة ساكن وغيرهم

ومنذ ذاك التاريخ ظل التواصل بيننا وبكل من عرفتنا بهم ممتد .. عاشت فينا ارتباطا انسانيا وحبا شفيفا كانها خلقت بعمر بلا حزن ولا اسى حيث نحو عقد من الزمان اخبار نعمات لم تنقطع عنا لم نسمع منها ضجرا من الحياة ولم تشكو ضيقا من احد ولم ” تلعن ابوالبلد ” يوما رغم انها تعود سنويا لقضاء اجازتها مع اسرتها الصغيرة بام درمان وتكاد تقسم تلك الاجازة بالدقائق والساعات حتى تغطي ولو جزء بسيط من لقاءات اصدقاءها ومعارفها الذين لا حصر لهم وهي بذات الالق والابتسامة التي لا تفارقها .. جمعتنا كاعلاميين من عدد من الدول العربية في مجموعة ” واتساب ” تحت مسمى ” ملتقى الخط ” إرتقاء ” حيث كتبت في هذه المجموعة قبل يوم من وافتها قائلة : “
انا ع المستوى الشخصي اسعد وافخر ان لي اخوة واصدقاء في كل بلد عربي…انا سعيدة بان قلبي ملي بامثالكم ..بهذا الجمال ..انا لدي اسرة في كل بلد …انتم فخر العلاقات …انا محظوظة …
الاصدقاء _خبز الحياة . “

ثم بعثت تسجيل صوتي يحمل اغنية بصوت الكابلي للشاعر توفيق صالح حبريل .. ” نضر الله وجه ذاك الساقي “
فعلقت عليها بالفقرة التالية كما علق الكثيرون :

“نضر الله وجه ذاك الساقي أنه بالرحيق حل وثاقي

نضر الله وجهك ايها الجميلة النبيلة @⁨نعمات حمود⁩ .. وانت تنثرين الفرح وتجمعين القلوب على المحبة ..
تطوفين على وطننا العربي وتقطفين من كل بستان زهرة .. لتجمعينا بهذه الكوكبة النيرة إنها هبة ربانية ان تجد القبول عند مختلف اهواء الشعوب بمختلف ثقافاتهم وإرثهم .. فإنك انت هبة الله يا نعومة متعك الله بالصحة والعافية “
ولم يمض الا يوما ويشق علينا نعيها وينزل كصوت الزوابع الرعدية .. نعم الموت حق ولا يستاذن احد لكن هكذا يصعب رحيل المؤثرون الذين وضعوا بصمة في هذه الحياة وخاصة بأن بصمة نعمات دائما تمنح الامل والاحساس بالسعادة .. وكانها خلقت بلا حزن ورحلت ولم تترك خلفها فرح .. .. في هذا اليوم تمت مواراة جثمان الفقيدة نعمات حمود ثرى وطنها الذي احبته وعشقته وقدمت له ولم تستبق شيئا .. واصبحت حزن كل المدن .. ألهم ربي إن نعمات رددتها اليك وانت اكرم الاكرمين الهم وسع نزلها اغفر ذنبها وتقبل حسناتها وادخلها الجنة مع الصديقين والشهداء ولا تحرمنا اجرها ولا تفتنا بعدها ..
إنا لله وإنا اليه راجعون .