X

مدني عباس مدني .. يكتب .. إكمال الإنقلاب !

يعتقد الإسلاميون وبعض القيادات العسكرية أنه كان بالإمكان السير في خطوات افضل لترسيخ الإنقلاب ، فهم لا يرون أن المقاومة الشعبية وما تلاها من دعم دولي أسباب كافية لعدم المضي قدماً في إحكام قبضتهم علي السلطة ، وإن هنالك تراخي -رغم اعداد الشهداء والجرحى – في التعامل مع المقاومة ، وأن هنالك تقدير مبالغ فيه لما يمكن أن يفعله المجتمع الدولي تجاه خطوات الانقلابيين .
يضغط الإسلاميون عبر وجودهم في الأجهزة الأمنية والعسكرية ، وعبر ادواتهم الإعلامية ، الي جر قيادة الإنقلاب لخطوات إكمال الإنقلاب ، فهم يخشون أن تمضي الأمور لغير صالح سيطرتهم (الزاحفة ) علي كل أجهزة الدولة ، تفكيرهم يمضي لإجبار قيادة الإنقلاب علي تبني خطوات إكمال الإنقلاب عبر تعزيز مخاوفهم من الخضوع لحلول سياسية أو الاستجابة لضغوطات الداخل والخارج ، وفي حالة تعذر مضي قيادة الإنقلاب في هذه الخطوات فسيقومون بالعمل علي إزالتها من المشهد باي سيناريو ممكن .
خطوات إكمال الإنقلاب تمضي إلي التالي : اعتقالات واسعة واغتيالات إن اقتضت الحاجة ، تشكيل حكومة تقود لانتخابات قريبة مسيطر عليها ، خلق حاضنة سياسية من المجموعات التي دعمت الانقلاب ومجموعات التوالي السياسي مع بروز الاخوان المسلمين بشكل أكبر كحاضنة رئيسية ، تعامل متطرف مع المجتمع الدولي وطرد الجهات الدبلوماسية التي تجاهر برفض الإنقلاب ، هذه هي الخطوات بمداها الاقصي إن تحققت فستعجل بنهاية الإنقلاب لا ترسيخه ، فمن أسباب بقاء الإنقلاب حتي هذه اللحظة هي حالة العشم التي يجعلها مفتوحة-رغم عدم جديته في ذلك – للقوي السياسية والمجتمع الدولي وتظاهره بأنه يمكن أن بتخلي عن انقلابه وسيطرته علي السلطة .
قبل 25 اكتوبر كانت الارهاصات حول الإنقلاب مشاهدة براي العين لا الاستنتاج ، الآن مخطط إكمال الإنقلاب ينضج ويسير بخطي واضحة علي مدار الساعة ، وضع خطط لمقابلة هذه الخطوات ودحر الإنقلاب بالكامل هو واجب الساعة بل واجب الأمس ، يتطلب ذلك تخطيط ميداني وسياسي وإعلامي لمجابهة حملة الفلول الأخيرة لاستعادة ملكهم الذي أسقطه ثورة الشعب المجيدة في. ديسمبر 2018 .