X

هروب وإندلاع إحتجاجات بعد قرار “التعبئة الجزئية” بروسيا

 

الخرطوم : ترياق نيوز

أوقفت السلطات الروسية  مئات المتظاهرين المحتجين على قرار الرئيس فلاديمير بوتين تعبئة 300 ألف من جنود الاحتياط للقتال في أوكرانيا، كما شددت العقوبات على أي عسكري يرفض الالتحاق بالحرب أو يفرّ من ساحة القتال.

وقالت منظمة “أو في دي-إنفو” (OVD-info) غير الحكومية إن أكثر من 740 شخصا أوقفوا أمس السبت في أزيد من 30 مدينة وبلدة بروسيا، فضلا عن أكثر من 1300 آخرين اعتقلوا الأربعاء الماضي عقب احتجاجهم على قرار بوتين في اليوم نفسه فرض التعبئة العسكرية الجزئية.

ونشرت وكالة رويترز صورا لشرطة مدينة سان بطرسبورغ، ثاني أكبر مدينة في روسيا، وهي تلقى بالمحتجين أرضا قبل أن تعتقلهم وتضعهم في سيارات الأمن، وأوردت وكالة الأنباء الفرنسية أن الشرطة اعتقلت أمس السبت نحو 30 شخصا، فيما تحدثت وكالة أسوشيتد برس عن 46 موقوفا على الأقل.
رسالة إلى وزير الدفاع
وفي وقت سابق، أعلن رئيس مجلس حقوق الإنسان في الكرملين فاليري فادييف، أنه كتب إلى وزير الدفاع سيرغي شويغو يطلب “حلا عاجلا” لمشكلات التجنيد في قرار التعبئة الجزئية الذي يشمل 300 ألف شخص.

وانتقد منشور فادييف على تليغرام الطريقة التي يتم بها تطبيق الإعفاءات من التجنيد، وتحدث عن حالات تجنيد غير مناسبة، منها لممرضات وقابلات لا خبرة عسكرية لهن.

وقال المسؤول الروسي “بعض (مسؤولي التجنيد) يسلمون أوراق الاستدعاء في الثانية صباحا، كما لو كانوا يعتقدون أننا جميعا متهرّبين من الخدمة العسكرية”.
وتعتبر روسيا رسميا ملايين المجندين السابقين جنود احتياط، وهم معظم السكان الذكور في عمر القتال. ولم يورد مرسوم بوتين الأربعاء -الذي أعلن “التعبئة الجزئية”- أي معايير لمن سيتم استدعاؤهم للقتال في أوكرانيا.

فرار عبر الحدود
وأثار قرار التعبئة -وهو الأول في روسيا منذ الحرب العالمية الثانية- قلق فئة من الروس، إذ اختار بعضهم مغادرة البلاد، وأقرت السلطات الروسية أمس السبت بتدفق كبير من السيارات الساعية للتوجه إلى جورجيا، وأحصي نحو 2300 سيارة عند معبر حدودي واحد بين روسيا وجورجيا
كما شهدت الحدود مع كازاخستان ومنغوليا تدفقا للروس، وأشار شهود إلى ساعات طويلة من الانتظار أحيانا، تمهيدا للعبور.

والجمعة، قال حرس الحدود الفنلندي إن حركة المرور إلى البلاد عبر حدودها مع روسيا كثيفة، وأوضح متحدث باسم الحرس أنه “لا يزال هناك ازدحام هذا الصباح، ربما يزداد قليلا عما كان عليه أمس”.

وردا على سؤال للصحفيين في الأمم المتحدة عن سبب مغادرة هذا العدد الكبير من الروس بلدهم، أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الحق في حرية التنقل.
وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف وصف الخميس المعلومات عن هجرة الروس هربا من قرار الاستدعاء للخدمة العسكرية، بأنها “مبالغ فيها إلى حد بعيد”.

عقوبات ومنح للجنسية
يشار إلى أن الرئيس الروسي أصدر أمس السبت مرسوما يفرض به عقوبات مشددة على أي عسكري يرفض الالتحاق بالحرب أو يفرّ من الميدان، كما وقّع قانونا يمنح الجنسية الروسية للأجانب الذين يتطوعون للقتال إلى جانب الجيش.

وينصّ المرسوم الرئاسي على السجن حتى 10 أعوام عقابا للعسكريين الذين يفرون أو يرفضون القتال في فترة التعبئة “من دون إذن” أو يعصون الأوامر.

وأفاد الكرملين بأن بوتين وقع أيضا قانونا يسهل منح الجنسية الروسية للأجانب الذين يقاتلون في صفوف الجيش لفترة لا تقل عن عام واحد.

ونصّ هذا القانون -الذي صدر في الجريدة الرسمية- على أن الأجانب الذين ينضمون إلى الجيش لمدة لا تقل عن عام واحد، يمكنهم طلب الحصول على الجنسية، دون أن يضطروا إلى إثبات إقامتهم في الأراضي الروسية 5 أعوام.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أن هذا الإجراء موجّه خصوصا “إلى المهاجرين المنحدرين من الجمهوريات السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى، والذين يمارسون مهنا شاقة جدا في المدن الكبيرة على غرار موسكو”.

رسالة الرئيس الأوكراني
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وجّه -مساء أمس السبت- رسالة إلى الروس، قائلا لهم إن رئيسهم فلاديمير بوتين يرسل عن علم “مواطنيه إلى الموت”.

وقال زيلينسكي باللغة الروسية إن “الحكم الروسي يدرك تماما أنه يرسل مواطنيه إلى الموت”، مضيفا للجنود الروس “ستعاملون بشكل حضاري، لن يعلم أحد ظروف استسلامكم”.

وجاء هذا التصريح بعد ساعات من توقيع بوتين أمس السبت تعديلات تنص على عقوبة السجن حتى 10 أعوام للعسكريين الذين يفرون أو يرفضون القتال في فترة التعبئة.

وقال زيلينسكي “رفض خطاب التجنيد أفضل من الموت مجرمَ حرب في أرض أجنبية”، مضيفا “الهروب من التعبئة الإجرامية أفضل من الإصابة بالشلل ثم الإدانة في محكمة على المشاركة في حرب عدوانية”.

تجدر الإشارة إلى أن روسيا تشن حربا على جارتها أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط الماضي، يشارك فيها من الجانب الروسي نحو 220 ألف جندي.

المصدر : الجزيرة