X

صديق دلاي .. يكتب .. عن ” الانقلاب” .. (كان) الإمتحان مكشوف وكان السقوط خرافئ!!!

عدنا للكتابة بعد غيبة طويلة , عدنا أكثر إيمانا بحتمية التحول الديمقراطي وشعاراتها المهمة (حرية سلام وعدالة) بل عدنا بينما الإنقلاب يدشن أخر مراحله بعودة الإسلاميين عن طريق بوابة البرهان الذي ترك البلاد بلا حكومة عاما كاملا سوي ظهوره العجيب في كل مرة يؤكد أنه لا يعرف قيمة أن يكون جياشا , بعيدا عن الحكومة كما تبني بالفعل إطروحة إستراحة الإنقاذ فلا زيدا غزا ولا ثورة هزمت تمكينا لئيما طوال ثلاثين عاما
نعود للكتابة تحت عنوان يضعنا فورا أمام النكسة والخزلان المبين (كان) الإمتحان مكشوف ثم جاء السقوط خرافي , وخسرنا فرصة نادرة لتوحيد السودانيين لأول مرة في تاريخهم وكانت جاهزية نادرة أن نحترم بعضنا وقد توفرت قابلية كبيرة أن نحترم إشارة المرور بتلك اللياقة , وأن نبدأ من ذلك الصفر لتعويض مائة عام من الغياب ونجرب مشاعر الأمة الواحدة بالتنوع الرهيب
نعود للكتابة والإنقلاب يجدد باروده وخيوله وبؤسه القديم والمقدمة الفرحة بعودة إيلا ومن بعده عبد الحئ بوسف ليخرج من السجون قيادات الإنقاذ التي سجنت بلادنا 30 عاما ثم يعلن عن تدشين إتحاد الصحفيين الذي عينته سلطة سقطت بثورة شعبية وجاء علي قيادته جزء من صفقة القبيلة والفراغ حتي قام الشرفاء بتكوين نقابة الصحفيين وكانت حدثا ديمقراطيا فريدا تحدث عنه العالم وكتبت الإندبيندت وتغزل فيها قادة الديمقراطية وكيف كانت معجزة في زمن الإنقلاب تبت يدا المستحيل بميلاد نقابة كانت حجة باقية بأن الديمقراطية منتصرة وعائدة وراجحة كما كان يردد الراحل الإمام الصادق المهدئ بعد ساعات من إنقلاب 30 يونيو 1989

بعد عام كامل من السكون والتراجع شهدنا ميلاد مبادرات لدعم الإنقلاب وكانت مبادرات في ثياب الواعظين بينما هي تعمق جرح تجاوز الثورة المجيدة , وخرج من الحرية والتغيير إعتصام القصر وفجعنا فجيعة كبيرة في قيادات الكفاح المسلح وهي تنام في القصر وتبيع نضالها بدراهم معدودة ولأن للثورة ربا يحميها فقد أنهزم الإنقلاب في كل مكان عرضوا فيه إنقلابهم و بضاعتهم المزجاة , في الجنينة وبورتسودان ودنقلا , حتي داخل الحرم المكي سمعنا هتاف مدنيأاااااا , وظل الشارع الثوري ومازال مخلصا للتغيير بالوعي ذاته والتجرد

وبعد محنة الإعتصام ويوم الحساب أت سقط 120 شهيدا نحسبهم في عليين وبيننا مفقودين بينما من غرائب القدر أن يتكفل البرهان بعلاج الجرحي في الهند و روسيا والقاهرة بعد أن أغلق في وجههم الكباري وأعطئ وزير داخليته تعليمات قمعهم فمالكم كيف تحكمون

إن ثورة ديسمبر المجيدة أقوي من هذا البؤس فالقرار بإعادة إتحاد الصحفيين المباد مع الإنقاذ البائدة إنما يؤكد إكتمال الدورة الجهنمية الجديدة وهذه مقدمة للحرب الأهلية ومسؤل عنها ليس البرهان فحسب ولا قيادات الكفاح المسلح بل بشكل أساسئ قيادات الجيش من رتبة ملازم الي الفريق الركن وهي تظن بأنها تحارب اليسار من أجل الإسلام السياسي , هؤلاء نسوا الوطن وأنتصروا لمصالحهم من شحن الحطب في طائراتنا مجانا وحتي سبائك الدهب وبينهما حكاية إقتصاد مهدور وباسم كل هذا الوهن سيتحدثون عن الجيش للدفاع عنه ومقدرات الوطن ولكنهم يسرقون الكحل من عيون ذات الوطن

دلاي