X

حيدر الفكي .. يكتب .. ” حتى الآن ” .. هل سمعت بموريشيوس يا جبريل ؟

وهى دولة افريقية صغيرة التعليم فيها مجانيا من مرحلة الأساس وحتى الجامعة ويشكل ذلك نقل الطلاب من مدارسهم الى بيوتهم .. في هذه الدولة التعليم خدمة تقدمها الدولة للمواطن وليست سلعة للمضاربة وهى لا تملك موارد طبيعة كالنفط والمعادن ولكنها تعتمد على الإنسان والزراعة ومنتجاتها .. الإنفاق العسكري يأتي على هامش الميزانية والصرف الفعلي على الصحة والتعليم .. احد الأساتذة كتب رسالة لطلابه معبرة وضعها على مدخل الكلية وهذا نصها :
(تدمير أي امة لايحتاج الى قنابل نووية وإنما يحتاج إلى تخفيض نوعية التعليم والسماح للطلبة بالغش فيموت المريض على يد طبيب نجح بالغش وتنهار البيوت على يد مهندس نجح بالغش ونخسر الأموال على يد محاسب نجح بالغش وتضيع العدالة على يد قاضي نجح بالغش و…..) وهكذا دواليك ..
كل هذا ويعتبر المعلم هو سنام العملية التعليمية ولذلك الإهتمام به في كل جوانب إحتياجاته هو صمام الأمان ولكن يظهر علينا جبريل ويخاطب المعلم بلغة لا تشبه المتعلمين ولا أنصاف المتعلمين حينما ذكر في حديثه والذي يحمل في طياته الكثير من الاساءة عندما تحدث وزير المالية قائلا (سندعم المعلمين لنوفر لهم وقتهم وصحتهم وهم يلهثون وراء الدروس الخصوصية) واقول لك من حق المعلم ان يعيش حياة كريمة من غير من ولا أذى ولا تجريح ولو دعمته ألف مرة ولو اعتزرت له آلاف المرات لن توفيه حقه ابدا .. وللمفارقة ان هذه الأيام هى إحتفالية باليوم العالمي للمعلم نظرا لما يقوم به من جهد عظيم ودور بالغ الأهمية في تأسيس البنية الأساسية للإنسان ابتداء من الطفولة وحتى مراحله المتقدمة في السلم التعليمي متوافقا مع الدور التربوي المهم بل الأكثر أهمية .. ولكن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن فلا هو حظى بالتقدير المعنوي ولا الدعم المادي ولكن السؤال كيف يقول مثل هذا الحديث ويدعي انه يحمل درجة علمية رفيعة ؟! وبأي فهم تكون هذه هى النظرة للمعلم ؟!
ومضة:
هى روح متعبة بفوضى الجسد منهكة بفكر العقل ووعي السؤال