X

صديق دلاي .. يكتب .. كان الإمتحان مكشوف وكان السقوط خرافي!! ” ٢ ” مبادرات البؤس الشديد

بعد عام من الإنقلاب ونحن في هذه الأيام نشهد محاولات فقيرة لحل الأزمة السياسية المعقدة وأخرها ظهور جماعة (إعتصام القصر) في كورنثيا بتوقيع وثيقة كتبت كل شئ بمهنية وأمانة إلا علاقتها بالخارج الأجنبي وبالسيد صلاح قوش والعسكر طبعا

متقاربة مع عودة إيلا المريبة بحشود قبلية , ثم تجاوزها للشارع و لثورة ديسمبر المجيدة وبكل أمانة فعلي قيادت هذه المبادرة الذين ظنوا بزلزلة الأرض لمجرد ندوة في الحاج يوسف واضح المقصود منها هو ذات التدبير الذي أختار قبائل الشرق الطيبة أن تكون بترول الرحلة الي القصر بأنهم يخسرون المعركة بالأخلاق أولا
وهذه الذهنية كافرة بمعايير الثورة وترغب في قلب الموازين وعلي السادة أردول ومناوي وجبريل مواجهة المصير المحتوم والخسارة واضحة برصيدهم مع الشارع وتكتيكهم مع العسكر وهم جميعا ليسوا علي قلب رجل واحد تأخذهم الظنون كل يوم في شأن وهذا بالطبع شأن من يرغب في تخريب الثورة

ظهور مبارك الفاضل وإنسحاب البعث السوداني وإطلاق إشاعة مهمة بوصول حمدوك ومن خلفه السيسئ الذي لم يتفضل يوما بذكر أي شئ عن الثورة او الشهداء او التغيير وهذا الرجل محبوب من الإسلاميين ويري في عافية دارفور غير ما يراه أخرين معه مثل مناوي وجبريل
كل هذا أصاب المبادرة المسكينة في مقتل وهي وليد مصاب بنقص حاد في الأوكسجين ستموت مع صرف أموال سخية بينما الأزمة السياسية تمد لسانها ساخرة من هذا البؤس , مصيرهم واضح كما أنتهت مبادرة الطيب الجد التي أسرفت في الأمال عكس إتجاه الريح

دراما أخري وهي ظهور المؤتمر الوطني عبر بيانات ولقاءات ليس كله شرا والحكم بعد الله يتولاه الشعب السوداني وهو مخلوق سياسي ليس غريبا علي السودانيين وقد كلفهم فقرا وموجة عاتية من الإنتهازيين حكمونا من إشارة المرور وحتي قمع الشرطة وخصومة المخابرات مع الثورة المجيدة والفساد الظاهرة المتواسعة وهندسة التمكين وحرب أهلية في دارفور وفصل الجنوب وكأنه تمثال عجوة

ظلام أخر دشنه المؤتمر الوطني(المحلول) في محاربة الأحزاب السياسية ثم صنع جيل من السياسيين الذين خلطوا في مفارقة عجيبة خلطوا العمل السياسي مع العمل التجاري وأستثمروا في كل مقدرات البلد حتي الإدارة الأهلية جمعها ذات يوم في أرض المعارض في برئ تنتظر حظها من مراتب النوم والموز والتحلية

وكان بيان المؤتمر الوطني(المحلول) الصادر الجمعة 7 إكتوبر , محاولة للظهور وهو يعلم أن كل دعواه هباءا منثورا , ومع ذلك يحمد له هذا التفاؤل بالعودة السياسية ومخاطبة قضايا الوطن بحكمة و لن نلاحق نواياه ومن الجيد إفساح الطريق ليمشي الخطي الديمقراطية مع مزاج التغيير إن كانوا غير (بربون) فرنسا الذين أوقفوا ساعتهم وظلت زاكرتهم كما هي لم ينسوا شئ ولم يتعلموا أيضا أي شئ جديد

هؤلاء في المؤتمر الوطني (المحلول) جيوش بائسة معهم إيمان قديم بعودة الأيام القديمة وفي ذلك بذلوا طاقات كبيرة لإبعاد الحرية والتغيير وشق صفها وتجريمها
ومع البلاء العظيم بسقوط إنقاذهم فأنهم يعانون غياب الملهم وإختفاء كبارهم بأمر ثورة شعبية ولم يملأ السيد علي كرتي فراغ الحركة الإسلامية وظل يتميز بالتخطيط والتربص وفي يده بالطبع مال كثير ولكن جماهيره محبطة والكراهية أعلي مراحل الإدانة هي ما يحزن الأسلاميين في الصف الأول

…طبعا….

كان التعاون مع العسكر ومع البرهان لخطف ثورة ديسمبر المجيدة إنما هو شئ يليق بالسيد كرتي ولكنه لا يليق بتعويض خسارة الإسلاميين , خسروا دولة وحكومة ومشروع وخسروا عمرا من المحاولات

السيد غندور الذي كان يليق به (أنذاك) تحويل مسار الحزب الحاكم بإنعاشه سياسيا , ظهر في زمن قاسي عليه وقد صار الحزب الحاكم محلولا ومشردا وتائها ومدانا ويعيش متهما أينما ذهب مع الناس وهذه أثقال كبيرة علي قلب الإنسان وللتنظيمات مشاعر و روح وأعمار

ولابد من لطم الخدود لكل من ينتمي للحرية والتغيير مثلنا تماما , ضيعت فرصة نادرة من الزخم والتأييد منذ أن أشارت في أول نصف ساعة من سقوط الإنقاذ وهي تطلب من العسكر بفك قيود الحريات والقبض علي قوش وفهم العسكر لياقة هؤلاء وقالوا لبعضهم البعض هذه فرصة العمر لنحكم مرة أخري

نواصل
دلاي