X

عبدالباقي جبارة .. يكتب .. ” فزع الحروف ” .. لهذه الاسباب نجحت ” الآلية ” في نزع فتيل الفتنة بين حمر والمسيرية !

   كردفان الكبرى هي تمثل العمق الامني لاهل الوسط وخاصة العاصمة القومية الخرطوم كما انها تحفظ التوازن بين مناطق ملتهبة بالصراعات القبلية والحروب وبين مناطق تخشى ان تمتد لها ألسنة اللهب ورأس الرمح في هذه التضحيات عدد من القبائل التاريخية الراسخة من ضمنها قبيلتي حمر والمسيرية الذين تربطهم اواصر لا انفصام لها ابتداء من الدم والنسب والجغرافية والمصير المشترك لكن للاسف ما كان يقومون به بصدهم الادوات الصدئة لحماية اجزاء متفرقة من السودان كادت ان ترتد اليهم وتفتك بهذا المورث والتاريخ الضارب في الجذور وببنما كانت الكارثة قاب قوسين او ادنى فإذا بالأمر اوكل لاهله من ذوي الحكمة والدراية ويمكن القول بأنهم ” اصحاب وجعة ” قبل ان يكونوا وسطاء في لحظة فارقة وفي توقيت مناسب كانت الالية المشتركة لفض النزاع القبلي بين حمر والمسيرية والتي تكونت بمبادرة كريمة من ابناء القبيلتين بالخرطوم وتكللت مساعيها بالنجاح في ايقاف التصعيد وحظيت بتأييد كبير من الادارة الاهلية للقبيلتين ورعاها نائب رئيس مجلس السيادة دقلو وهي الان التقت بالطرفين من قادة الادارة الاهلية وابديا ترحيبا كبيرا واكدوا دعمهم لطي صفحة الخلاف وإلى الأبد وقد تتوجه هذه الآلية للدار للجلوس وتطيب الخواطر لكلا الطرفين .. ومن المؤكد بأن اول اسباب نجاح هذه الآلية هو تجرد منسوبيها من الانتماءات الضيقة ثانيا احساسهم العميق بحجم هذه المشكلة وما يقد يسببه التصعيد من كارثة وثالثا معرفة هذه الآلية بمفاتيح إطفاء الفتن والنفاج الذي يطل منه رأس الشيطان  ، حتى الآن هذه الآلية نجحت في مهمتها بدرجة امتياز وتبقى لها فقط إرساء قواعد التعايش وإعادة المعايير المختلة للتواصل بين القبيلتين من جديد حتى يعود لسابق عهده مستصحبا محدثات الامور .. كل الذي نرجوه ان تحافظ هذه الالية على هذه القيم التي تأسست عليها وان تجد الدعم والمؤازرة دون اجندة او إستمالة لجهة على حساب الأخرى وذلك من الجهات الرسمية والشعبية ومن المؤكد ستصل لغاياتها بنتائج باهرة تصلح ان تكون نموذجا لإطفاء حرائق كثيرة تفتك باجزاء وطننا الحبيب وبتجرع كاساتها المرة شعبنا الطيب المسالم حفظ الله هذه البلاد واهلها  ..