X

نهى السالم .. تكتب .. بورتسودان ” ما لا عين رأت أو أذن سمعت “ثغر الأميرة الباسم .. جمال الطبيعة وعبق التاريخ !

 

 

 

 

 

نهى ابراهيم سالم 

 

بكل فخر وإعتزاز _
يسعدني للغاية أن هذا المقال الذي كتبته بقلبي وقلمي تم تضمينه في” موسوعة أزاهير الأدب في مدائن العرب ” الجزء الثاني.. للكاتب الأديب والمؤرخ العراقي المبدع الأستاذ – صباح الحمداني – والتي ستصدر قريباً بإذن الله تعالى..
له كل الود و التقدير وتحايا تمتد من النيل إلى الفرات 

 

 

  • قال سعدي يوسف مخاطباً البحر :
    ياصوت البحر الحاضر
    ياصوت البحر الهادر
    يالمُصّاعِد في وديان الأعماق إلي تيجان الآفاق
    ياصوت البحر الهادر
    خَلِ القمصان تطير مع الريح
    القبضات المضمومة والرايات تطير مع الريح.

 

 

 

 

 

  • وقال فيكتور هيجو :
    كل صخرة هي حرف، وكل بحيرة هي عبارة، وكل مدينة هي وقفة فوق كل مقطع، وفوق كل صفحة لي هناك دائماً شيءٌ من ظلال السحب أو زبد البحر.
  • وأقول أنا : هكذا تدلف العبارات البديعة كلما طرأ على البال طيف هذه الأميرة المدللة التي تعيش بغنج وحبور ورفاهية حتى صارت تحظى بعدة أسماء تليق بها مثل _ درة البحر الأحمر، بوابة الشرق ، ثغر السودان الباسم، وإسم تراديت الذي أطلقه عليها الملّاح البرتغالي” خوان دي كاسترو” عندما زارها عام ١٥٤٠م .. ومن أسمائها الراسخة لقرون طويلة أيضاً مرسىٰ الشيخ برغوت أو (بارود) وهو الفقيه الشيخ المعروف وصاحب الضريح الذي مازال يزوره البحارة والصيادين والمُريدين، وفي عام ١٩٠٥م صودرت كل الأراضي المحيطة بهذا الضريح لصالح الدولة لتتمدد من أجل إنشاء ميناء جديد برعاية أول قنصل عام بريطاني في مصر ( اللورد كرومر ) وتم تغيير الإسم إلى بورتسودان Port Sudan وذلك:-
    أولاً – لكي يَطمس الإستعمار ميناء مدينة سواكن وهو الميناء البحري الأول في افريقيا وبهذا يفرض المستعمر هيبته ويقضي على معالم الحضارة التركية فيها والتي كانت سبباً في تطوير ميناء سواكن أصلاً.. فقضى على الخدمات ليجبر السكان على الإنتقال للمدينة الجديدة (بورتسودان) لتصبح سكنية وصناعية وتجارية معاً.

 

 

 

 

 

 

 

  • ثانياً- لأن ميناء سواكن لم يكن مؤهلاً لدرجة أن يستوعب حركة الملاحة البحرية والتجارية المتزايدة للسفن الكبيرة والبوارج الحديثة بسبب كثافة الشعب المرجانية، بينما الميناء الجديد يقع على الساحل الغربي للبحر الأحمر على خليج طبيعي شديد الصفاء وخالٍ من أي معوقات.. إضافة لتوفر مياه الشرب العذبة قريباً من المدينة في وادي أربعات الموجود في تلال البحر الأحمر وقد تم توصيل خط أنابيب مياه منه فيما بعد إذ كانوا قبله يعتمدون على تكثيف مياه البحر وإزالة الملوحة.
    في العام ١٩٠٦م تم إفتتاح خط السكة الحديدية الذي ربط الميناء بمدينة عطبرة شمالاً حيث يمر بها الخط القادم من وادي حلفا إلى الخرطوم، وأيضاً تم ربطه بسواكن جنوباً والتي تبعد ٦٠ كيلومتراً مربعاً من بورتسودان، وتبعد الخرطوم عنها ٦٧٥ كيلومتراً مربعاً.. وقد كان للمسؤلين البريطانيين مطلق الحرية في إنشاء وتخطيط وتقسيم بورتسودان عرقياً وإجتماعياً بشكل يُرضي استعمارهم ونفوسهم المتعالية كما هو معروف عنهم.
    وفي ٤ أبريل /نيسان ١٩٠٩م إفتُتح الميناء بإحتفال رسمي كبير أمام حركة التجارة العالمية بحضور القنصل البريطاني الذي تولى بناءه (اللورد كرومر) وخديوي مصر عباس حلمي الثاني وتم تخليد الحدث بنقشه على لوحة برونزية تذكارية مازالت حتى يومنا هذا معلقة في الميناء.
    وقد لوحظ تطوراً سريعاً ونمواً للمدينة بعد إنشاء ثلاثة منشئآت مهمة ( مستشفى بورتسودان، فندق البحر الأحمر، السكة الحديدية ) إذ ساهم ذلك في استجلاب موظفين وعمال أجانب ومحليين للعمل بالمدينة والميناء ثم تكونت الأحياء المختلفة وتجملت بالشوارع الواسعة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

في ١٧ يناير ١٩١٢م زارها الملك جورج الخامس وزوجته الملكة ماري وهما في طريق العودة إلى بريطانيا من زيارتهم للهند.. ودامت الزيارة ١٢ ساعة، وتم التنظيم لها بشكل يليق بالملوك تحت اشراف حاكم عام السودان ريجيلاند وينجنت وبحضور كثير من رجالات الصفوة الحاكمة وكبار الشخصيات السودانية.. زيارة منح فيها الملك الهدايا والميداليات لهم ولمن والاه ليضمن ولائهم له، وصارت هذه الزيارة لسنوات طويلة تحظى بإحتفال ذكرى سنوية اسمتها “يوم الملك”.
الغالبية العظمى من سكان بورتسودان وقتها يتألفون من الوافدين من داخل وخارج السودان من اليونانيين والعرب والإنجليز بينما لم تنظر عين المصلحة المستعمرة لأصحاب المنطقة الأصليين من قبيلة (البِجا) نظرة إهتمام واحتواء لعلمها أن البِجا يفضلون الريف ولايهتمون لفرص العمل كثيراً لذلك فقدوا ثقة البريطانيين في قدرتهم على العمل بإنضباط والتزام مسؤول فلم يستطيعوا أن يصنعوا منهم قوة عاملة حقيقية ودائمة يُعتمد عليها وبهذا لم تبدأ هجرة البِجا الفعلية إلى بورتسودان إلا في بداية الأربعينات وبشكل ضعيف “ولم تزدد إلا بعد الإستقلال عام ١٩٥٦م، وأصلاً إزدادت الهجرة إليها بشكل عام بعد الحرب العالمية الثانية عام ١٩٤١م بعد أن هزمت بريطانيا سفن حربية إيطالية في معركة بحرية قرب الساحل السوداني إستخدمت فيها مينائها الواقع قرب الجبهة الإيطالية في إرتريا لنقل الجنود والمؤن والعتاد الحربي، وبعد هذا شهدت بورتسودان إزدهاراً إقتصادياً لموقعها الإستراتيجي مما شجع الهجرة إليها.
كانت أول الواردات في الميناء هي الأسمنت والأخشاب والأقمشة الهندية وبعض التوابل والشاي، أما الصادرات فكانت من الصمغ العربي والجلود والحبوب والقطن بالإضافة إلى البُن الذي يأتي من إثيوبيا (الحبشة)، ثم تسارعت السنوات بالتطور وأصبح الميناء الرئيسي الذي يضم أكبر مرفأ ومنفذ بحري للبلدان المغلقة المجاورة مثل جنوب السودان وتشاد وإثيوبيا.
وبالطبع كان للسكة الحديدية الدعم الأكبر لهذا الميناء في تسهيل مهامه وللمدينة كلها على مر التاريخ إذ أصبحا أيضاً نقطة عبور مهمة جداً للحجاج الأفارقة المتجهين إلى بلاد الحرمين للحج.
وأجمل ماذكرته الروايات هو ( أدبيات المخزنجية والعمال)والمخزنجية هم العاملون في المخازن على أمر إحصاء الصادر والوارد، بينما يهتم العمال بأمر الشحن والتفريغ، وكان المخزنجية على درجة عالية جداً من الثقافة والذكاء والإبداع في العمل والأدب فإمتزجت ثقافتهم وأدبياتهم بأدبيات العمال فكانت خلاصة المزج أهازيج رائعة لها نكهتها وطابعها الخاص وأثرها اللطيف في نفوس كل من عرفهم آنذاك … تماماً كأثر موسيقى السمّاكة الحالية التي تميزت بها بورتسودان كجزء من ثقافتها ، والسمّاكة هم صيادوا الأسماك وتتميز موسيقاهم بأنها دمج للإيقاعات العربية ذات السلم السباعي مع الإيقاع السوداني بسلّمه الخماسي في تناسق بديع ويتم تقديمها في إطار أوبريت يجسد طريقة الصيد بشكل مذهل ماتع _ بل ونجد المدينة كلها تميزت ثقافتها بالغناء والرقص بالسيف كأجمل تراث فني .
في الخمسينات تنوعت الجاليات الأجنبية من مغاربة ويمن وهنود ومصريين وأقباط وشوام وإرتريين وأحباش ويونان وطليان وأرمن وإنجليز وغيرهم بعد أن أضحت مركز تجاري هام، وظهر التلغراف لتتسع دائرة العلاقات التجارية مع كثير من الدول.
هكذا كانت الصور في المراحل الأولى لتطور الميناء والمدينة معاً.
وفي الستينات والسبعينات نمت المشاريع الزراعية الضخمة، وتوسع تصدير الماشية لدول الخليج وتطورت المجالات الصناعية فزاد الطلب على العمالة اليدوية، ونشطت حركة الميناء، وامتدت مساحة بورتسودان كثيراً، وصارت أعداد البِجا أكثر من ٥٠٪ من السكان ” والبِجا هم مجموعة تشمل قبيلتي البني عامر والرشايدة.
وأيضاً شهدت المدينة تدفقاً غير طبيعياً لللاجئين من إثيوبيا وإرتريا بلغ حوالي ١٢٠ ألف لاجئ في السبعينات.
وقد ظلّت بورتسودان قوية شامخة رغم ماتعرضت له مذ منتصف الثمانينات وحتى التسعينات من ضغوط زيادة العمال المهاجرين إليها والمجاعة التي ضربت البلاد مع تزايد حالات الجفاف التي أتلفت الزرع وأهلكت الضرع، إضافة للصراعات والحروب التي غزت جنوب االسودان وغربه مما زاد نسبة النازحين إلى المدينة ثم جاء صراع شرق السودان مابين ١٩٩٥م_٢٠٠٤م ، ثم الصراع بين إثيوبيا وإرتريا، كل ذلك أدى لمزيد من النازحين والضغوطات على فرص االعمل.
وبعد أن هدأت الأوضاع بدأت تستعيد عافيتها ونضارتها شيئاً فشيئاً حتى أصبحت من كبريات المدن الإقتصادية لاسيما وأنها تحوي أول مصفاة للنفط في السودان تم إنشائها في العام ١٩٦٤م وتعود ملكيتها لشركتين هولندية وبريطانية، ثم تأسست شركة النيل الأبيض وكانت تضم مجموعة شركات أجنبية من هولندا وأمريكا عام ١٩٨١م لتبدأ بدورها في بناء خط أنابيب لنقل النفط الخام من وسط البلاد إلى بورتسودان لكن توقف العمل عليه بسبب الصراع مع الجنوب في ١٩٨٤م ثم إستؤنف في عام ١٩٩٠م لتكون أول شحنة نفط تُنقل عبر هذه الأنابيب في أغسطس/آب/١٩٩٩م وتُصدر إلى سنغافورة عبر ميناء بشائر الخاص بتصدير النفط والذي يقع على بعد ٢٥ كيلومتر جنوب بورتسودان” وبذا نستطيع القول أن ببورتسودان سبعة موانئ بحرية لكل منها تخصص ومهام تختلف عن الآخر، أهمها الميناء الشمالي إذ يحوي إدارة الجمارك وإدارة الأرصفة والرافعات الآلية والمنائر ورئاسة السكة الحديدية، وفيه أطول رصيف يبلغ ٢٢٨٠قدم به خمسة مرابط للسفن كل مربط يسع لعدد من السفن الكبيرة.
وتوسعت الواردات لتشمل الوقود والمعدات والآلات ومواد البناء والمركبات، وفي عام ٢٠١١م افتُتح ميناء الحاويات للسفن العملاقة العابرة للمحيطات فوصل عدد الحاويات إلى حوالي ٨٠ حاوية في اليوم، فصار الميناء مقر لشركات النقل وهيئة الموانئ البحرية.
وتوجد في بورتسودان مخازن وصوامع الغلال ومطاحن الدقيق ومصانع تعبئة الأسمنت وصناعة الإطارات والملح وأسواق حرة مميزة.
وقد تم بناء المدينة بهندسة معمارية وتخطيط يتناسب مع جغرافيتها ومناخها ومع كونها ميناء بحري هام ، وتضم من الأحياء السكنية قرابة ال٦٠ حي، وعدد كبير من المؤسسات التعليمية والوطنية والتجارية والمحلية والدولية كالبنوك التي بلغت حوالي ٣٠ بنك مصرفي أويزيد، كذلك شركات إستيراد وتصدير، ومراكز تخليص جمركي، وصناديق تأمينات، ومكاتب إئتمان وغيرها.
أما وسائل النقل” ففيها من الوسائل للطرق البرية مايربطها ببقية مدن البلاد، وسفن بحرية تربطها بالمملكة العربية السعودية وغيرها، كما يوجد بها ثاني أكبر مطار بعد مطار الخرطوم الدولي وهو مطار بورتسودان الدولي وتم افتتاحه عام ١٩٩٢م.
وبما أنها مدينة سياحية ومعبر مهم فكان لابد من إنشاء العديد من الفنادق بمختلف الدرجات والمستويات والتي تجاوزت السبعين مابين فندق و نُزُل شعبي.
وننتهي في رحلتنا هاته عبر دهاليز التاريخ بالحديث عن السياحة في قلب هذه الأميرة النابض بشموخها وبهائها ونقول كما قال الشاعر زكي مبارك :
شاعر البحر إلى البحر يعود
بالهوى المشبوب والروح المريد.
بورتسودان وجهة السايح الأولى والمحببة لتعدد ميزاتها السياحية التي تتمثل في :-
_دهشة التطواف بين متحف الموانئ والمتحف البحري ومتحف التراث.
_تميز الأسواق ببضائعها المتنوعة والفريدة خاصة سوق التراث .
_ متعة المهرجانات ذات المناشط الثقافية والفنية المختلفة التي تشارك بها عدد من الدول ورجال الأعمال والفرق الموسيقية والمسرحية من داخل وخارج السودان.
_ جمال الفنارات ” إذ يوجد بها إثنان من الفنارات التاريخية أهمها فنار سنقنيب المشيد في جزيرة مرجانية داخل المياه الإقليمية.
_ روعة منطقة أربعات الواقعة في جبال البحر الأحمر وبها عدد من الوديان والجداول والمناظر الساحرة من الطبيعة وهي التي تمد بورتسودان بالمياه العذبة.
_ سحر شاطئ توارتيت الرملي على الساحل في الطريق المؤدي إلى سواكن والذي لايضيع السكان فرصة قضاء الأوقات والعطلات فيه.
_ ومدينة سواكن نفسها تعتبر من المعالم السياحية الأروع بمبانيها وقصورها العتيقة الراسخة الفريدة التي يسودها الطابع المعماري الإسلامي العربي القديم، عالية وثابتة إذ أنها من الحجارة المرجانية وزادتها النقوش جمالاً وأصالة والتي تنم عما كانت عليه من ثراء و رفاه وعز في زمن ما عندما كانت مركز تجاري رئيسي في السودان والعالم العربي و كانت تموّن الحجاز باللحوم والسمن والحبوب،
وقد زارها عدد من الرحالة مثل إبن بطوطة و صامويل بيكر و جنكر واسترجو سياد ليمنر..
_ ولن ننسى مصيف أركويت في جبال البحر الأحمر بطقسه الفتّان وبإحتوائه على منتجع جبل السّت المعروف بجماله.. و على ضريح القائد عثمان دقنة الذي ألحق بالإنجليز أقوى هزيمتين في معركتين.
_ ومن المناطق السياحية أيضاً منطقة الجنائن شرق الميناء وجنوب شاطئ فلامنجو المعروف والتي تتزين بالشعب المرجانية الملونة.
_ ولابد أن نُعرّج حُباً على قرية عروس التي تتكون من عدد من المنتجعات والفنادق ويحيط بها خليج طبيعي من الجنوب والشرق وبها شاطئ جميل جداً للغوص.
_ ثم شاليهات الرقبة التي تقع شمال بورتسودان وتعتبر مشروع سياحي كبير.
_ وهناك عدد من المنتجعات تستحق فعلاً الثناء والمدح.. منها منتجع إيمان الذي أسسته إمرأة سودانية ونجح في استقطاب السياح بشكل هائل .
_ ومنتجع أمواج على ساحل البحر الأحمر مباشرة وبالقرب من جامعة البحر الأحمر.
_ أما أشهر المناطق السياحية وأكثرها تميزاً هي محمية سنقنيب ومحمية أبنتقون وشعاب السعودي وعنقروش والرومي وشعاب وينجيت التي تضم حطام البارجة الإيطالية (أمبرياUmberia) التي أغرقها ربانها متعمداً عام ١٩٤٠م حتى لايستولي عليها البريطانيون الذين أعدوا لها كميناً في بورتسودان بعد الحرب العالمية الثانية حسب ما ورد في الروايات وقد كانت البارجة قادمة من إيطاليا لمستعمرتها إرتريا محملة بحمولة ثمينة وضخمة للغاية إذا تحمل ٣٦٠ ألف قطعة متفجرات و ٦٠ صندوق ديناميت وصواعق وكان يعادل ذلك مايساوي ٨٦٠٠ طن من الأسلحة مع سيارات فيات لونغا الثمينة وكمية من النبيذ، وكل هذه الأحمال مازالت على متنها يشاهدها من يغوص إليها على عمق ٣٨ متر تحت سطح البحر وقد تحولت إلى ملاذ و موطن للكثير من الكائنات البحرية المتنوعة.
_ويوجد أيضاً حطام كبسولة جاك إيف كوستو عالم البحار والمكتشف الشهير وقد وضعها لدراسة أشكال الحياة في قاع البحر وكان ذلك في الستينات من القرن الماضي.
ويصنف ساحل بورتسودان الذي يحتوي على ١٢ خليج رائع من ضمن أنظف السواحل في العالم لعدم تلوثه وصفاء مياهه التي تجعل الرؤية جداً واضحة ويمتاز بدفئه وهدوء أمواجه وهذا ما يغري السباحين والغواصين على الغوص والتصوير تحت الماء لا سيما وأنه ساحل بديع مدهش غني بالشعب المرجانية النادرة والتي قد تفوق ال ٤٠٠ نوع ، وتوجد محمية للشعب المرجانية في محمية دنقناب ومحمية سنقنيب البحرية ، كما توجد أندر أنواع الأسماك الملونة والحيوانات البرمائية المختلفة والتي قد تصل إلى ١٥٠٠ نوع من السلاحف والأسماك مثل الدلافين وأسماك القرش والحيتان وأسماك الحنكليس والعقام والرِاي اللاسع وثعبان البحر وكم هائل من السمك الببغائي الضخم، كما تزخر السواحل بأعداد كبيرة من الطيور المتنوعة.

التفاصيل البديعة والتنوع واللوحات الجمالية والمياه النقية كالألماس والتي تعكس ألوان ما بداخلها من الصور الربانية ورائحة البحر والطين وملمس الشواطئ المزدانة بالأصداف والمحار والسلاطعين والكائنات الصغيرة اللطيفة وإمتزاج الأفق بسطح البحر بشكل استثنائي مبهر وسيمفونية الأمواج مع صوت النوارس كل ذلك جعل منها مناطق جاذبة ومغرية للهواة وفاتنة للسياح والزائرين وعشاق الشواطئ وعلماء البحار فصارت الوجهة الأكثر متعةً وإدهاشاً لهم. بورتسودان مدينة التجارة والسياحة والجمال والسحر الحلال ، مدينة التاريخ والعلم والفنون والآداب والثقافة ، مدينة الأساطير والحكايات والساسة والمشاهير.
إنها أميرة البحر –
ولا أجد ما أقوله لبورتسودان سوى رائعة سعدي يوسف الذي بدأت به مقالي وبه سأختم حين ترنم قائلاً :
يا بحر من بستانك الصدفي إمنحني محارة
مرجانة _ شيءٌ من الأعماق
لوناً غير لؤلؤتي في المحارة
يا بحر إغرقني وإغرقني أكن للشوق شارة
هبني ولو لمحاً من الرؤيا
خذ كل ما أعطتني الدنيا
إجعله قبراً لي
واسدل فوقه حبي ستارة.

بقلمي_نهى ابراهيم سالم
_المعلومات من مصادر متعددة _