X

عبدالباقي جبارة .. يكتب .. ” فزع الحروف ” .. مركزي التغيير .. ما بين جوبا والقاهرة اكثر من علامة استفهام !!

حقيقة الدعم والمساندة التي يتمتع بها المجلس المركزي لقوى اعلان الحرية والتغيير مستمد من نفس الشارع الذي يرفع شعارات ثورته وهي القوى التي قادت التغيير للإطاحة برأس النظام البائد .. ورغم ما تعرضت له من انقسامات وتشظى الا ان ما تبقى منها يمثل مرتكز للقوى الداعمة للتغيير .. والسؤال الذي يطرح نفسه هل هذه القوى بلا اخطاء والاجابة قطعا لا بل هنالك اخطاء وكبيرة جدا ومنها ما كان السبب ومهد الطريق لقرارات ٢٥ اكتوبر ومنها ما اعترف به المجلس المركزي نفسه ولكن بعد هذا الاعتراف يجب تجنب الاخطاء المماثلة التي قد تعيق الوصول لتحول ديمقراطي حقيقي او اذا اوصلتنا لتحول عبر الاتفاق الاطاري المرتقب يكون مجرد عمل تكتيكي من قوى الظلام لتقطع الطريق على التغيير الحقيقي الذي ينشده الشارع .. من الملاحظات التي تحسب على المجلس المركزي مفاوضته العسكر سرا مع الانكار حتى اصبح الامر جليا وصيغت مبررات رضا بها الوسطيين الذين يرون ضرورة خروج البلاد من مأزقها مهما قدم من تنازلات ورفض ذلك الجذريون بصورة قاطعة .. النقطة الثانية انكار تدخل الايادي الدولية في الشأن السوداني كلام في غير محله والكل يراغب صراع المحاور الدولية واجتماعاتها السرية والعلنية وكان يمكن ان تكون هنالك موجهات تضمن الانفتاح الجديد تصارح به قوى المجلس المركزي الشارع الذي يساندها بدلا من وضع الجميع امام الامر الواقع ..
ما يحدث الآن نخشى ان يواصل المجلس المركزي الاخطاء الكبيرة التي قد لا تظهر نتائجها الآن وخاصة بأن المجلس المركزي عودنا ان تنصب له المصائد ويقع فريسة سهلة للرافضين للتغيير ويكون الثمن دماء طاهرة من الشباب .. خلال الايام الماضية بعد توقيع الاتفاق الاطارئ أعلن الموقعون انفسهم بأن العقبات ما زالت كبيرة وهنالك اربعة قضايا اساسية لم يتم الحسم فيها وقطعا حسمها يحتاج توسيع قاعدة قبول الاتفاق الاطاري وضرورة اشراك كل القوى الداعمة للثورة وخاصة اطراف السلام وجاءت المبادرة المصرية او المقترح المصري للاسهام لتقريب وجهات النظر بين فرقاء الثورة السودانية والاعلان الرسمي من قبل الحكومة المصرية تاييدها للاتفاق الاطاري وجاءت دعوة القاهرة لاجتماع يضم هؤلاء الفرقاء ليحصل اكبر اجماع على الاتفاق الاطاري ورفض المجلس المركزي دعوة القاهرة باعتبار انها تشمل عناصر النظام البائد وانهم متخفيين خلف لافتات تلبس ثوب الثورة .. اعتقد رفض عناصر النظام البائد أمر متفق عليه من كل الاطراف حتى من مصر صاحبة المقترح وهي اكثر المتأزيين من نظام الانقاذ البائد باعتباره احدث شرخ في العلاقة بين مصر والسودان لم يحدثه اي نظام حكم آخر ولا يمكن مصر أن تأمن مكر جماعة الاسلام السياسي .. لكن الاهم من ذلك بأن المجلس المركزي لم يقدم ما يقنع بأنه رفض المقترح المصري لاسباب منطقية وخاصة بأنه جلس مع رعاة عناصر النظام البائد ومنهم من كان جزء اصيل في حكومة البشير منهم الحسن الميرغني والفتي المدلل ابراهيم الميرغني اذن انتفت مبررات الجلوس مع عناصر البائد لانك اصلا جلست معهم .. والاهم من ذلك بأن العلاقة مع مصر ليس علاقة اختيارية حتى يتم الرفض بكل سهولة لا بد للمجلس المركزي ان يقدم لنا رؤيته في التعامل مع الجار الاستراتيجي لأن هذا الرفض تترتب عليه اسقاطات في العلاقة بين البلدين اذا قدر للمجلس المركزي أن يشكل حكومة لذلك يجب على المجلس المركزي ان يطرح لنا رؤية فيها حلول لكل هذه المآلات .. صحيح اعلام النظام البائد افلح التشويش على المقترح المصري وهو يمني النفس ان يواصل المجلس المركزي الرفض حتى تزيد عزلته .. بالمناسبة الشعب السوداني حتى الآن لم يجد تفسير لابعاد مصر من الرباعية وتدخلها في الشأن السوداني وخاصة بأن الرباعية لم تستطع ان تقصي مصر من المشهد السوداني ؟ ! ولكن المفاجأة الأخيرة هي وجود وفد معتبر من الحرية والتغيير المجلس المركزي في عاصمة جنوب السودان جوبا ومعروف جوبا الشارع السوداني لديه تحفظات كبيرة عليها وخاصة هي التي اتت لنا باتفاقية جوبا المعيبة التي اذاقت الشعب السوداني الأمرين حتى فضل الحرب عليها.. واتت بالمسارات التي كانت سبب في سقوط حكومة عبدالله حمدوك فما هو الجديد الذي يمكن أن يأتي من جوبا .. حقيقة وبكل وضوح التعامل مع هذه المحاور يحتاج وضوح وشفافية وحسمه ضروري وهو الذي سيؤدي لحل المشكل السوداني وعلى الجميع ان يتذكر بأن الانقاذ خربت علاقتنا الدولية على مدى ثلاثة عقود وفعلت بالعلاقات السودانية المصرية ما عجز عنه الحداد وعندما دارت الدوائر على عناصر نظام الانقاذ جلهم لجأ لمصر يشترون الفلل والشقق ويستمتعون بحياتهم وكأنهم في كافوري او قاردن ستي والمنشية ونسوا كل العداء السافر لمصر أكيد مصر لم تنس ذلك لكنها دولة المؤسسات والنظرة الاستراتيجية للعلاقة بين البلدين ولا تخضع لأمزجة الافراد .. الآن الآن المطلوب في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ بلادنا أن نكون جميعنا كسودانيين شركاء حقيقين وأن نواجه اعداء الثورة بوحدة الصف الحقيقية والشفافية مع هذا الشارع الذي بذل الغالي والنفيس من اجل تحقيق مطالب ثورته .. التجريم والشيطنة والهروب من الحقائق لا يحقق نتائج ..