X

ليلى الحيمي .. تكتب ..على ماذا نأسف ؟!

على ماذا نأسف إن كان فينا الأسف هو الآخر يأسف.

ما تلك زهرة شبابي وأيامي وحتى زهوة أحلامي وكأني ميت يمشي دون سرداب.

فجاء آخر يسرد تفاصيل يومه بحسرة وإيلام.

اليوم كنت واقف في الشارع وانتظر على الطابور رغيف خبز لأولادي.

وياليته أتاني في وقته لكن جاء من غير ميعاد.

آخر يبكي لأنه جندي في الحرب لا يدري أين الباطل في القاتل أو المقتول فكليهما سيان.

آخر يمشي بحسرة في ندم وحزن لا ينتهيان لأن ضاع عمره في القيل والقال.

الآخر يأسف لأنه لم يكن في حظه زوج أو أهل أو أنساب.

آخر يندب حظه لأنه خلق شقيا فلم يوجد راحة أو مجرد إحسان.

غني يشكي وجع قطته لمتابعيه من الملايين بصورة على هاتفه ويقول أدعوا لها لعل دعواتكم تصل إلى السماء.

فقير يشكو سوء حالته للدولة أو المنظمة أوالناس لعله يجد من يسمع عنه ولو بقليل من الإشفاق.

منظمات بأسم الإنسانية والحقوق تأكل مليارات الأموال وبقية الفتات لفقراء الحي ولكن بعد التحقيق معهم لتسكتهم وتكتفي بصورة لهم في المجلات وينشر في نهاية الأسبوع تقرير بالإنجاز.

الدولة لا شغل يشغلها سوى تجميع الأموال وملاء البطون وإغلاق الأفواه وأن لم تسمع الكلام فالسجن أولى لك بالمقياس وبالرغم من كل هذا تشكو من قلة الإيرادات والمدخلات.

راقصة تشكو من قلة دخلها فهي ترقص بالمكيال ويرى الناس خصارتها بالدولار وهلم جر من إفساد.

تافه يوعظ في الناس وكأنه عالم المجرات والأكوان وينشر مقولة له في إحدى وسائل الشيطان يشكو من فرط دياثته في بعض المحلات فإذ التافهون أمثاله يتهافتون حوله كالذر بلا حصر أو نقصان.

رياضي يشكو للناس أن الهدف لم يكن في مرماه وستكون المرة المقبلة هي النصر بلا خسران.

مريض يشكو من مرضه فلم يجد العافية حتى في الكلام.

السجان يشكو من كثرة المساجين حتى وان كانوا مظلموين فكلهم في نظر القانون إجرام.

المدرسة تشكو من قلة التعليم ووفرة الرذالة بالمجان.

المستشفى تشكو من قلة الإمكانيات وكثرة المرضى وهجرة الكفاءات.

المواطن يشكو من وطنه ويشعر بغربة في بلده فيلته يغادره ولو بالمجان.

المغترب يشكو من سوء حظه وغربته في الدار والخلان.

الأم تشكو من عصيان الأولاد والولد يشكو من قسوة الوالدين فقد جاء للمحكمة ليطالب بضبطهما وإحالتهم للإعدام.

الشواذ يشكون بأن ليس لديهم حقوق كباقي الإنسان فلا تستغرب يا صديقي فنحن في زمن العجاب والمصائب العظام.

الكلاب تنبح والأسود تزأر والذئاب تعوي وماهذا الصوت الإ أنها تريد حقوقها فالدولة توفر لهم سكن ورواتب ولهم حق بالميراث فلا تعجب أن كان رئيسك الخنزير وحارسك الشخصي هو جارك الفقير في الحي فكل شيء يجوز في هذا الزمان.

الحرب تشكو من كثرة الموتى والقتلى فهم في كل مكان حتى وأن كنت نائم في سبات فالقصف سيأتيك بلا محال.

سوريا تنعي نفسها لأن الأرض لم تعد تقوى على الدمار.

اليمن تصرخ بوجعها لعل سيف بن ذي يزن أو بلقيس يسمعون النداء.

بغداد جهشت في بكاء لم ينقطع…. وامعتصماه! لم تفد في هذا الزمان.

السودان تبكي من فرقتها ولظى الحروب والنيران منذ الآف السنين فهل من سبيل أو مخرج للنور أو للسلام.

أفريقيا حزينة لأنها لم تكن سوداء بشكلها كما يوصفها البعض بلسانهم بل أن سواد حروبها طغى على بعض الأنام فقتلت أفريقيا وعم الخراب.

ومن مكان قريب بعيد يئن الأقصى علينا أنين فلا أنتم كنتم السند ولا كنتم لنا نصير.

صهويني يخاف تدنيس وجهه بخف النعال وبعض الحجار تمسها يد الشهيد ولم يدري أن نعال الشهيد هي الأطهر من وجهه القبيح.

أيلون ماسك وبيل قيتس وغيره كثيرا يشكون بأن السعادة لم توجد بعد وأن المال ليته قليل.

أما رؤوساء العرب فحدث فيهم بلا حرج فهم يشكون من المواطن فلم نعد نفهم من الشاكي أو المشتكي.

الكرة الارضية تشكو من دورانها وتحملها لنا بما يكفي.

أما عني فأني آسف على أسفي فلا أسف يواسيني ولا الأسف يسعفني وحتى الأسف يا سادة هو الآخر يحزننا ويأسفنا.

بقلم الكاتبة والشاعرة /ليلى الحيمي.