X

حسن مكي لـ”الوفاق”: اتفاق جوبا أصبح مأزق كبير وفيه “حاجات خيالية” لم يقرأها أحد

الاقتصاد الأمريكي دائماً يزدهر بالحروب

معظم الحركات المسلحة تتلقى تدريب ودعم من إسرائيل

الذاكرة السياسية لدى السودانين ضعيفة وأحيانا غائبة بالفعل السياسي

إسرائيل تسعى للتطبيع مع السودان لأنه سيد الشارع الإسلامي العالمي منذ أيام الترابي

حوار : محمد الماحي

المشهد السياسي بالسودان مرتبك للغاية كما أن هناك صراع عالمي وكثير من المتغيرات وتقاطع المصالح بين مراكز القوة مع بروز روسيا والتي تسعى لاسترداد مكانتها رغم التشظي الذي أصابها وانتهى بتقسيم الاتحاد السوفيتي إلى(13) دولة في الوقت الذي سعى فيه حلف النيتو لضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوربي وإقامة قاعدة فيها واتجهت أنظار العالم للحرب الدائرة هناك إلا أن السودان كذلك وبعد التغيير لم يستطيع تحديد وجهته مع وجود تقاطعات بين المحاور وأصبح التدخل الخارجي واضح مع تشظي داخلي للقوى السياسية ملموس الأمر الذي جعل عقل المواطن السياسي غائب مع (عجز) السياسين الذين يقودون المشهد من شرح الموقف الداخلي وأثر التدخل الخارجي على سير العملية السياسية إلى جانب سعي إسرائيل للتطبيع مع السودان وربط هذا باعتقاد اليهود الروحي بأن السودان أرض لها قدسيتها
فكانت لنا هذه المقابلة مع المفكر الإسلامي بروفسور حسن مكي في قراءات للمشهد السياسي المرتبك فإلى حديثه.
كيف تنظر للتطورات العالمية و التنافس الأمريكي الروسي حول أوكرانيا؟
أوكرانيا تاريخياً هي جزء من روسيا وإذا قرأنا المذكرات اليهودية ومعظمهم ولد في أوكرانيا وكتبت جولد مائر رئيسة وزراء إسرائيل السابقة في مذكراتها أنها ولدت في أكرانيا وتنظر إلى كييف وهي المدينة الروسية وأبداً لم تتحدث عنها كعاصمة لأوكرانيا ومعظم اليهود كتبوا مذكراتهم هكذا وخرتشوف الرئيس السوفيتي المعروف هو أيضاً كتب مذكراته كذلك وهو ولد في منطقة أوكرانيا الروسية ولكن يمكن أن نقول أوكرانيا منطقة عجيبة وفيها مجموعات سكانية من الروس وكانت اللغة السائدة فيها الروسية وكذلك بها بولنديون وبها اللغة البولندية سائدة وفي التاريخ معروفة بمنطقة صراع هويات وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي إلى (١٣) دولة منها أوكرانيا إلا أن الروس انتبهوا إلى أوكرانيا وخصوصيتها مثل روسيا البيضاء وبالتالي لن يسمحوا بتركها لتكون ضمن حلف النيتو ولن يسمحوا بقيام قاعدة لحلف النيتو أو الانضمام للاتحاد الأوربي وبهذه المناسبة ومنذ القرن السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر كانت هناك حروب بين روسيا وأوروبا حول جزيرة القرم “ضحك ثم قال”: حتى جدكم أنتم الجعلين الزبير باشا شارك في حرب جزيرة القرم إلى جانب أوروبا مع غردون في الحرب العالمية الثانية وعندما الخدوي توفيق استغنى عنه حاولوا اشغاله كذلك أرادوا الاستفادة من الزبير باشا في حربهم بجزيرة القرم والآن الروس يريدون الاستفادة من حميدتي في حرب العصابات.
كيف تستفيد روسيا من حميدتي الزبير باشا شارك وحميدتي لم يحارب في أوكرانيا؟

نعم هو لم يشارك في الحرب ولكن انتبهت أمريكا إلى الانتصارات التي تحققت لروسيا في حرب أوكرانيا خلال الأسابيع الماضية كشفت التقارير بأن هذه الانتصارات بفضل حلفاء روسيا السودانين مع فاغنر ولا أريد أن أذكر من هم حلفائهم بالاسم إلى جانب فاغنر تم مد روسيا بالذهب من السودان وأفريقيا الوسطى والنيجر وهذا ما جعل اقتصاد روسيا مستقر والروبل قيمته مرتفعة وهذا بسبب ارتفاع سعر النفط وازدياد الطلب عليه عالميا من جانب آخر.
وهل هناك مؤشرات واضحة لهذا الدعم وبالذهب وكيف؟

كما ذكرت لك أن أمريكا انتبهت إلى انتصارات روسيا في الأسابيع الأخيرة ومد ورسيا بالذهب من مثلث شمال السودان وغرب السودان والنيجر وأفريقيا الوسطى وكل المناطق المتنازع عليها بين روسيا وفرنسا في أفريقيا.
ذكرت أن الاقتصاد الروسي في أفضل حالاته إذن ما هو تأثير الحرب على أمريكا وحلفائها الأوربيين؟
أوربا تتأثر بالحرب بعكس الأمريكان لأن الاقتصاد الأمريكي دائما يزدهر بالحروب وهذا يعود إلى أن كل الدول المتحاربة تشتري السلاح من أمريكا وكذلك تشتري الغذاء من أمريكا وعندما نسمع بأن الدول الأوربية اشترت سلاح بمليار دولار إلى أوكرانيا فهذا السلاح يتم شرائه من أمريكا والتي بها أكبر جيش بالعالم ودون الحرب فهذا الجيش يصبح (عاطل ساكت) فأينما قامت الحروب وفي أي منطقة من العالم ينشط ويزدهر الاقتصاد الأمريكي وعندما تسمع بأنها خسرت (100) تريليون في حرب العراق نعم هي خسرت ولكن استعادتها.
كيف تستطيع استعادة هذه التريليونات؟
أمريكا تسيطر على ذلك بشراء الشركات الأمريكية للبترول العراقي ومن ناحية أخرى أمريكا تطبع دولار ورق فقط كما أن الدين الداخلي ليس عليه ضغوط بالنسبة لها وهذا يعود إلى أن كل هذه التريليونات طباعة دولار فقط.
أتركنا يا بروف نعود للسودان وضغوط غربية واشتعال بعض الأطراف بالنزاعات هل هي ضغوط أمريكية إسرائيلية؟
الصحيح هو أن السودان في حرب مع إسرائيل وهي كذلك في حرب مع السودان وهذه الحرب تعود إلى مؤتمر اللاءات الثلاثة ألذي أقيم بالخرطوم في عام (1967) و منذ ذلك الوقت إسرائيل تريد أن (تذل) السودان الذي أفسد عليها انتصار كما حقق في ذات الوقت انتصار تاريخي للقضية الفلسطينية ولمصر بمؤتمر اللاءات الثلاثة من ناحية اخرى ومهمة دخول السودان في التطبيع هو كسب لرأي الشارع الإسلامي العالمي لأن السودان منذ أيام الترابي أصبح سيد الشارع الإسلامي العالمي في أفغانستان أو ماليزيا أو المسلمين في أوربا يعرف السودان ولذلك التطبيع مع السودان ثمنه غالي جدا وكبير لإسرائيل وهذا نلاحظه في كتاب نتنياهو رئيس إسرائيل في مذكراته والتي تتكون ستمائة صفحة خصص منها جزء كبير للسودان وذكر لقاءاته مع قيادات السودان و الذي به خمسين مليون من البشر وهو جزء من محيط إسرائيل بينه وبينها هناك إيلات وهنا بورتسودان و البحر الأحمر وتسآءل مكي هل ستكف إسرائيل عن حربها مع السودان أي حرب شد الأطراف التي تمارسها مع السودان ثم قال أن قيادات الجنوب تدربوا في إسرائيل كم