X

الشاعرة والكاتبة اليمنية ليلى الحيمي .. تكتب .. إلى من أكتب؟

سأكتب إليك لأنك تعلم أنك المقصود لا غيرك.
سأكتب إليك رسالتي الأخيرة أو القديمة أو الجديدة سمها كما تريد فلم تعد تفرق كل تلك المسميات.
سأكتب إلى كل شيء كان هناك.
سأكتب إلى الحجر والشجر والطير قبل كل البشر.
سأكتب وحتى وإن كنت لا تريد أن أكتب.
سأكتب رغماً عن أنف الحاقدين وأولهم أنت.
سأكتب حتى لا تنتهي الكتابة من نفسها وتضجر.
سأكتب الى ما لانهاية من الكلام والفلسفة الغير المتناهية في الإتزان.
سأكتب نعم سأكتب.
سأبدؤها بك وسأقول أنني كنت أتوهم عندما رأيتك في الحقيقة لكن الحقيقة كانت وهم يالها من خيبة!.
سأكتب كلام لا يتقنه سوى المتفننون في الكتابة وبها سأكتب.
رأيت أن الإسلام كان غطاءا نتغطى به عند وقت حاجتنا وندعي المثالية التي لا مثيل لها في التزامه وكأنا أنبياء هذا الزمان.
وعند وقت الشدة والضيق لا نلجأ له بل نلجأ لما يشبع به رغباتنا ويسد به فجوات قلوبنا ويا لها من مفراقات عجبية فينا!.
سأكتب عندما رأيت رجل يدعي بأنه رجل دولة وعسكري لديها وملتزم للنظام يصرخ على إمرأة مسنة ويركلها برجله ثم يقول لها: قومي يا أماه. وكأنه بفعله هذا قلدها وسام شرف حين قال أماه ونسي أنه فعل كان مخالفا لقوله.
سأكتب مشاعر الجمال عندما رأيت الكعبة أول مرة كان شعور جميل وكأني في حلم لا أريد أن أستيقظ منه شعرت آنذاك برغبة جامحة بالمكوث طيلة حياتي هناك لكن ما باليد حيلة؟!
سأكتب مشاعر الجمال لدى البعض والقلوب الرحيمة لديهم ولكن الأغلبية كانت أقبح من ذلك عندما رأيت اللأحترام بين الآخرين سوى للكبير أو الصغير وكأننا دخلنا مرحلة مجاعة مقيته نتزاحم بها على الطعام من منا يأخذ قسطه منه بشكل سريع.
سأكتب لهذا الشهر الفضيل الذي لم نؤديه حقه بجماله وروحانيته بل رأينا أنفسنا أننا أكبر منه فترفعنا عنه وكأننا ضامنين الجنة بلا عذاب ولا حساب يالقباحة أسلوبنا معه!؟.
سأكتب إلى الوجع الذي كان يقتلني كثيراً عندما كنت عاجزا أن أساعد تلك المسنة التي كان يصرخ بوجهها ذلك العكسري التافه وكأن لباسه يجعل منه هيبة ونسي أن الهيبة بالأخلاق.
سأكتب عن أولئك الذين ظنوا أن الدين تشدد وتطرف وإلتزام بأوامره ونواهيه وأن نقصت بشيء فأنت في جهنم وبئس المصير ونسي أن الدين هو المعاملة ولو كان نبينا غير ذلك لأنفضوا من حوله.
سأكتب عن السماء حين كانت بزرقه البحر وجمالها الغير الإعتيادي وكأنها تزين بيت الله الحرم لتقول للناس هذا جمال الدنيا فما بالكم بجمال الآخرة.
سأكتب عن رؤيتي لقدم ابراهيم رأيتها وكأنني أتخيل جمال رجليه وكبرها ومقامها العظيم وكان يؤلمني تبرك الناس له ومسحمهم برجليه وجوههم ونسيوا أنه من كان يعبد إبراهيم فأن إبراهيم قد مات ومن كان يعبد الله فأن الله حي لا يموت.
سأكتب عن تبرج بعض النساء وكأنها دخلت لتزف كعروس وعن كشف البعض منهن شعورهن وكأنها تقول: جئت هنا لأرقص لا للعمرة والتعبد.
سأكتب عن قبح العنصرية والتمييز القاتل الذي جعل منا نكره شعب ونحب شعب ونسيوا أننا قبائل خلقنا الله لتعارف لا القتال.
سأكتب عن قبح المعاملة والإساءة في التصرف حتى من كان جديداً في الدين سيكره رغماً عنه.
سأكتب وستقول لي كتبتي القبح في كل شيء ولم تذكري الجميل منه.
لكنها الحقيقة وأن أردت غير ذلك اغمض عينيك وتخيل بأنك في مكان لا يوجد فيه شائبة أو قبح وسترى نفسك بأنك تخدع نفسك باللاحقيقة.
فما أصعبها من تجربة يا صحبي؟!.
كتبت القبح لأني لا أريد أن ينتشر بكثرة فكفانا قبح فقباحة أنفسنا كفاية فلا داعي لقبح أسلوبنا وتعاملنا مع البعض.
كتبت القبح لأني أريد أن نرتقي في أخلاقنا وتعاملنا مع بعضنا فقد سئمنا من القباحة والغلظة والتزمت في الأمور.
كفانا قبح أيها العالم فلنرتقي لنكن أول من يسموا بأخلاقنا فنحن أمة محمد وأولى برقيه وأخلاقه في الدين.
لنغرس الحب في قلوب غيرنا وحتى وإن كنا لا نريده أن يكون منا فلنجعلها بيننا وبين رب العالمين لنكن ممن قال فيهم رب العباد: “والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين”

فلنرتقي ولنحسن فيما تبقى لنا من حياة ولنجعل شعارنا: الدين هو المعاملة لا العبادة والتزهد والتزمت هكذا علمنا سيدنا خير البشرية والآنام عليه أفضل الصلاة والسلام.