X

التعدين الاهلي في الولاية الشمالية مشاكل معقدة فاقمتها الحرب الدهابة في ” جبل البوم ” رسائل في بريد الحكومة الولائية والاتحادية إن وجدت

رئيس لجنة فض النزاعات : زادت المخاطر الامنية وفقدنا نصف المعدنيين بسبب الحرب

 

 

 

 

 

الصادق حسن عثمان : هذه مهام لجنتنا والتعدي على الابار ابرز المشكلات

 

 

 

 

 

شركة الموارد المعدنية جبايات بالمليارات ” مال سايب لا يصل خزينة الدولة ” وعدم وجود خدمات

 

 

 

 

مناجم الذهب سودان مصغر والولاية الشمالية نموذج للتعايش السلمي

 

 

 

 

 

دلقو _ جبل البوم : ترياق نيوز _ عبدالباقي جبارة

 

 

 

 

 

 

منذ انتشار ظاهرة التعدين الاهلي في السودان تقريبا في العام ٢٠١٠م هنالك كثير من القصص والروايات والاخبار التي انتشرت في المجتمع السوداني سواء عبر وسائل الاعلام المعروفة او وسائط التواصل الاجتماعي وما تتناقله المجتمعات من هذه الروايات منها المفرح مثل التحول المفاجئ للأسر من الفقر الى الثراء عندما يحصل شخص ما على كتلة من الذهب الخالص على ظاهر الارض او باطنها القريب تزن عدد من الكيلو جرامات ليجد نفسه ما بين ليلة وضحاها من اصحاب المال والاعمال ، ومنهم من يظل يهيم في الوديان يجمع حبيبات الذهب بما يسمى ” الناموسة ” لصغر حجمها حتى يصل لجرامات ويتحسن وضعه الاقتصاد وإن لم يصل مرحلة الثراء ، الشاهد في الامر بأن التعدين الاهلي اصبح مورد اقتصادي هام للمعدنين صغارهم وكبارهم بل اصبح من اهم موراد الدولة الاقتصادية وتعتمد عليه الخزينة العامة . حسب شهادة أهل الشأن بأن ٨٠% من صادرات الذهب السوداني هي انتاج التعدين الاهلي بينما ٢٠% فقط تنتجه الشركات .
في المقابل هنالك كثير من القصص والروايات المحزنة الناتجة عن اثار التعدين الأهلي أشدها إيلاما إنهيار الآبار على عشرات العمال وفقدوا ارواحهم أثناء كدهم من أجل لقمة العيش الشريف ، كذلك إصابات الكثيرين بالعاهات المستديمة والامراض المستعصية بجانب الشكاوى الكثيرة من الاضرار بصحة البيئة وتأثر المجتمعات المحلية بإنتشار المواد السامة مثل الزئيبق والساينيد وغيرها من مواد ضارة دون أن تجد هذه القضايا الاهتمام من الدولة ، بل تطور الامر لتأثر المجتمعات المحلية بالعادات الدخيلة بحسبان ان المناجم المنتشرة في اماكن محددة جذبت المعدنيين من جميع انحاء السودان ، بل هنالك كثير من الاجانب أصبحوا متواجدين بالولايات التي اشتهرت بالتعدين الاهلي وأبرزها ولايتي نهر النيل والشمالية والأخيرة هي محور اهتمامنا في هذا الطرح …
خلال الايام الماضية قررنا الوقوف ميدانيا على اكثر المناطق شهرة في التعدين الأهلي ألا وهو ” جبل البوم ” الذي قال عنه الرئيس السوداني الراحل جعفر محمد نميري ” ١٩٦٩ _ ١٩٨٥
م ” وهو يتحدث عن امكانيات السودان الاقتصادية حيث قال : ” لو فتحنا جبل البوم فقط لاكتفى به السودان موردا اقتصاديا ” وقال هذا الكلام وحينها لم يكن هنالك تعدين للذهب لا اهلي ولا خلافه يعرف عنه الشعب السوداني شيئا غير قصص التاريخ بأن الخديوي محمد علي باشا قام بغزو السودان من أجل الذهب والرجال ، كما ذكرنا بان ظاهرة التعدين الاهلي الواسعة ظهرت في العام ٢٠١٠م .
اول محطات رحلتنا في مناطق الذهب التي انطلقت من حاضرة الولاية الشمالية دنقلا صباح السبت ١٧ يونيو  ٢٠٢٣م ووصلنا ” الطواحين ” بمحلية دلقو الولاية الشمالية وهي تقع شرق مدينة دلقو التي ترقد بين ضفتي نهر النيل العظيم ومعروفة ب ” دلقو المحس ” حيث يتناثر النوبين اهل الحضارة الكويشية بالتتابع الجغرافي من الجنوب للشمال دناقلة ، محس ، سكوت وحلفاويين وهذا لا ينفي وجود قبائل اخرى مثل الكنوز والعبابدة وغيرها . طواحين دلقو تقع بمحاذاة شارع الأسفلت الذي يمر حتى حلفا القديمة آخر محليات الولاية الشمالية ، الطواحين هي عبارة عن آليات لطحن الحجر لاستخلاص الذهب لكن المحطة بجانب الطواحين تعتبر عالم قايم بذاته وهو فيه كل شئ المتاجر ، المطاعم ، المقاهي ، المساجد ، اندية المشاهدة وكل ما يخطر ببالك لكن يلاحظ عدم وجود أي عنصر نسائي في هذا السوق رغم قربه من المدينة .
لم نمكث كثيرا في سوق الطواحين بدلقو وحينها انتصف النهار وأشتد لهيب الشمس الحارقة ورغم عن ذلك استغلينا سيارة تستخدم في المواصلات المحلية ” بوكس ” كاشف لا يوجد تكييف وتوجهنا شمالا مسافة خمسة كيلو متر بالزلط ثم اتجهنا شرقا بشارع ترابي وجهتنا ” جبل البوم ” والسيارة تنخر بنا عباب الصحراء القاحلة وتتراى لنا السخور الجبلية المتناثرة تبدو وكأنها اشكال حيونات واحيانا نراها كأنها مجموعة من البشر تخرج في مظاهرة بلونها الداكن وسط الكسبان الرملية البيضاء وسرعان ما يدور بخلجاتنا ماذا لو تعطلت بنا هذه السيارة في هذه الارض لكن سرعان ما يظهر لنا تانكر يحمل المياه او سيارة نقل ” دفار ” وما يزيد الاطمئنان كلما قطعنا مسافة ٧ _ ١٠ كيلو متر وجدنا مظلة بها ازيار ” اواني فخارية تستخدم لتخزين المياه وتعمل على تبريدها ” بما يسمى ال ” سبيل ” دائما ما يقوم بهذا العمل فاعلي الخير الذين يبتغون الأجر من عند الله وشعارهم في ذلك القول المأثور ” يقول ملائكة السماء لو كنا اناس نمشي على الأرض لسقينا الناس الماء ” وذلك لأنه أهم عناصر الحياة ، لكن رغم ذلك تحس بأقسى ظروف الحياة في الطريق الذي يبعد حوالي اربعين كيلو متر من الشارع المسفلت الذي يربط وادي حلفا بمنطقة السليم شرق دنقلا .
عندما قطعنا نصف المسافة أشار إلينا سايق السيارة ” البوكس ” ويدعى بشير الهواري شاب في مقتبل العمر ذو شارب كث ياخذ لون الغبار الذي علق بنا ويبدو أنه يعرف هذه الصحراء وخبر دروبها ويحفظها جبل جبل حيث اشار الى احد الجبال وقال ذاك جبل البوم ويقع السوق على سفحه الجنوبي وهو موقع المناجم أي آبار التعدين وايضا به سوق فيه احتياجات المعدنيين لكنه اقل من مستوى سوق الطواحين ، الهواري خفف عنا كثير من وعثاء السفر بقفشاته ونحن نمزح معه حذرناه باننا صحفيين يعمل حسابه فقال لنا وهو يطلق ضحكة مجلجلة قائلا : ” اختطاف صحفيين دا غنيمة كبيرة اموال كتيرة وشهرة جاتني في محلي ” ..
بعد ساعة من الزمن منذ تحركنا من سوق طواحين دلقو وصلنا منجم أو سوق جبل البوم وهو جبل ليس بالحجم الكبير لكن له شكله الذي يميزه دخلنا السوق والسيارة تسلك ممر محدد بين الآبار او الكسبان الرملية واكوام الحجارة في ما يسمى عند الدهابة ب ” النفايات ” أي الانقاض التي يتم اخراجها من البئر قبل ان تصل مرحلة الانتاج واثناء مرورنا بالسوق علمنا بان هنالك ” نزل ” أي كل ابناء منطقة او كل مجموعة يجمعها عمل مشترك لديها منزلة محدد والنزل عبارة عن مباني كلها مؤقتة أي من المواد المحلية بالجوالات والمشمعات وبعضها بألواح الزنك وقليل منها بالمواد الطينية سألنا من منزلة شيخ السوق أو رئيس اللجنة وبالفعل وصلنا الى منزلته بكل سهولة ووجدناه جالس وهنالك بعض الاسرة ” جمع سرير ” في ” راكوبة ” ويتحلق حوله مجموعة تمثل جميل سحنات أهل السودان لا يبدو بينهم رابط اسري سواء انهم جميعا ابناء هذا الوطن وما يجمع بينهم من هذا العمل الشاق كوسيلة لكسب ارزاقهم ، وجميعهم يبدو أنهم رجال اقوياء اذا لم يكن باجسادهم فعزيمتهم التي اختارت هذه البيئة القاسية من أجل حياة كريمة ، حقيقة سريعا ما تألفهم وترى عرقهم الذي يتصبب ويختلط بتراب الانتاج وتنظر اليه لتراه على اجسادهم كحبيبات لؤلؤ منثور عزة وكبرياء ، وقد تاخذك بهم الرأفة واحيانا الشفقة على اجسادهم النحيلة اذا علمت أنهم يغوصون في باطن الارض لعمق يصل حوالي مائة وخمسين متر من أجل الظفر ببعض جرامات الذهب وعندما يتقاسموها بينهم برضا لا ينال احدهم الا جعل قليل .. رغم عن ذلك تلاحقهم الجبايات والاتوات مع عدم توفر ابسط الخدمات بجانب عدم توفر الامن في بعض الاحيان وهنالك بعض النزاعات التي تنشب بسبب اطماع الذين يسعون للكسب السهل ولا تتوفر اجهزة عدالة لتفصل بينهم .. جلسنا اليهم وتحلقوا حولنا وطلبنا منهم مباشرة يحكوا لنا عن واقع ” الدهابة ” تعريفا وما يشغل بالهم وخاصة في ” جبل البوم ” وكانت الحصيلة التالية على ألسنتهم :

رئيس اللجنة الصادق حسن عثمان :

نبذة تعريفية عن جبل البوم
جبل البوم معروف منذ زمن بعيد حتى زمن حكم الرئيس الراحل جعفر نميري وهو يتخاطب مع الملك فهد قائلا : ” نحن عندنا جبل البوم لو فتحناهو يكفي السودان اقتصاديا ” وهذا يؤكد بان هذا الجبل معروف منذ زمن بعيد لكن بدأ انتاجه للذهب ودخول المعدنين فيه كان في العام ٢٠١٠م وكان عبارة عن ” كركارة ” الابار ما موجودة وهو اكبر منجم في الولاية الشمالية وهو يضم حوالي ثلاثين منجم وكل منجم فيه اكثر من ثلاثين خط وكل خط فيه عشرات الآبار ، احيانا عدد المعدنيين يتجاوز خمسة وعشرين ألف معدن وفي الاعياد والمناسبات ينزل لحوالي اثنى عشر الف معدن ، جبل البوم منطقة ضخمة جدا ويعتبر سودان مصغر حيث كل قبائل السودان موجودة فيه .

عقبات تواجه التعدين الاهلي :

عندما بدأنا التعدين الاهلي كان هنالك نظام المحليات ، واكبر عقبة واجهتنا كانت في العام ٢٠١٥م بأن هنالك شركة تركية كانت تريد الاستيلاء على جبل البوم لان انتاجه من الذهب كان عالي جدا حينها ذهبت وقابلت بكري حسن صالح وكتبت في صحيفة الوان صفحتين تحدثت خلالها عن التعدين الاهلي في السودان بأن قيمة الذهب الذي ينتجه ٨٠% من صادرات السودان والشركات تنتج ٢٠% من باب اولى ضم الشركات للتعدين الاهلي ، ايضا جبل البوم لا يصلح يكون شركات لان طبيعة الذهب فيه عرق اي بدرة ليس ذهب قطع كبيرة الا يتم العمل فيه بالعجنة والشاكوش واذا جاءت فيه شركة ستفشل لذلك كل التعدين فيه اهلي والحمد لله اخذ برأينا وثبت .

ستة ايام في كل بئر :

ايضا من العقبات التي واجهتنا ستة ايام في كل بئر ويعني ذلك بان اي بئر تم حفرها مجرد ما وصلت مرحلة الانتاج ينزلوا فيها عمل لصالح المحلية لمدة ستة ايام ، موضوع النزول في البئر في حد ذاته ليس مشكلة بالنسبة لنا كنا نعتبرة ضريبة لصالح الوطن والمنطقة مستفيدة من ذلك لكن الخطر بأن العمال الذين من طرف المحلية ليس عمال البئر المعروفين ، حيث يتعاملون بنظام ” الشكالات ” حتى لا يدخلوا في عمق البئر ويتعبوا وهذا يؤدي لهد البئر ولذلك آبار كثيرة وقفت ايام المحليات لهذا السبب . حاربنا هذا التصرف حتى تم استبدال هذا النظام بنظام النسبة ١٠% من الانتاج ومن النسبة رجعوا لفرض رسوم على كل جوال حجر بدات الرسوم من ٨٠٠ جنيه حتى وصلت الآن ٢٥٠٠ جنيه وهذه ليست مشكلة ، لكن المشكلة بان الولاية الشمالية كمنطقة انتاج ما مستفيدة من هذه الرسوم ، والسؤال الذي طرحناه على مسؤلي شركة الموارد المعدنية أين تذهب هذه الرسوم ولم نجد اجابة لهذا السؤال رغم اننا ذهبنا لهم كوفد يمثل المعدنيين ، بل وجدنا انهم ياخذوا رسوم بدون ايصالات حيث فاجأناهم بالسؤال قالوا بأن الناس ما بنتظرونا نمنحهم الايصالات فقلنا لهم هذا عمل مخالف للقانون هذه الظاهرة الآن تلاشت لكن حتى الان البلد ما مستفيدة من الاموال التي تورد لشركة الموارد المعدنية ، هي فقط شركة جبايات دون ان تقدم ادنى خدمة للمعدنين ولا توجد اي رقابة على هذه الشركة حتى نعرف اين تذهب حقوقنا نحن كمعدنيين .
ايردات الشركة المعدنية :
تقدر ايرادات شركة الموارد المعدنية في اليوم بالمليارات حيث اقل شئ في اليوم يتحصلوا رسوم اكثر من الف جوال في حساب ٢٥٠٠ جنيه ، اذا وقفت امام بوابة الطواحين ترى البكاسي والشاحنات منذ الصباح وحتى المساء لم تتوقف ، أقل شئ هذه الشركة يجب ان تقدم لنا خدمات في مجال الصحة والبيئة وغير ذلك .
فقدان الأمن في مناطق التعدين :
أبرز المشاكل الامنية عندنا هي تتعلق بسرقة الابار مثلا انت تتعب في حفر بئر حتى تصل مرحلة الانتاج يأتي آخر يحفر بالقرب منك ويسرق جهدك وعندما تذهب للنيابة تشتكي يصدر قرار بايقاف البئر حتى تصلوا لحل وفي ذات الوقت ساكون انا الذي تعبت في البئر خاسر والذي اتى جديد غير خاسر من الايقاف ، الغريبة يرفع شكوى قبل ما انت تشتكيه حتى تضطر تدخل معه في تسوية .
عمل اللجنة لفض النزاعات :
نحن كلجنة دائما نحاول نحل كل الاشاكالات حتى عندما نذهب للمحاكم ونجد الابار محجوزة قلنا لهم بأن العمال لديهم ٥٠% وليس لديهم ذنب طلبنا منهم حجز حق المتنازعين اصحاب الابار والمبالغ تحجز عند الصايغ والعمال ياخدوا حقهم حتى تستمر البئر في الانتاج هذا حل وسط نجحنا فيه الان كل الابار تعمل .
الضعف الامني :
مثلا الان لو هنالك شخص ما اكل حقك عشان تذهب لتحضر معك الشرطة من عبري او دلقو تخسر على الاقل حوالي ٣٠٠ الف جنيه ايجار سيارة ومصروفات طريق ، لذلك سعينا على الاقل اقامة قسم شرطة هنا تكون قريبة ، ذهبنا لكل من محلية عبري ودلقو وقابلنا مدير شرطة الولاية وجدنا امكانياتهم تعبانة ، هنالك بعض الناس يروا بان الشرطة نفسها لا تستطيع تعمل حاجة وقد يكون وجودها يسبب انفلات امني قد يدعو لتدخل الجيش ويوقف العمل ، وحصل ذلك في منطقة جوارنا تسمى ابو غزالة حيث وقع فيها نزاع دموي بين قبيلتين قتل فرد من احد القبيلتين على إثر ذلك الجيش استولى على الموقع ، منحوهم ساعتين فقط للمغادرة لانه لا احد يستطيع يقاوم الجيش . الصحيح تكون هنالك شرطة ويكون معها قوة من استخبارات الجيش لان المنطقة لا تخلو من الجماعات المتمردة بعضهم يأتي بسلاحه متخفي ويحاولوا يتدخلوا في الصراعات القبلية باسلحتهم والان الذين يقولون بانهم ما خايفين من الشرطة لديهم علاقات مع جماعات مسلحة فإذا اختلفت مع احد منهم يجيبوا ليك ناسهم المسلحين وهنا تكمن الخطورة بان تتحول الولاية الشمالية الآمنة الى منطقة نزاعات لذلك وجود قوة مشتركة مهم في هذه المنطقة . وهذه القوة يجب ان تكون محايدة ولا تاتي باسم اي جهة لان هنالك بعض الولايات السيطرة تكون لقبيلة نحن هنا في الشمالية ليس لدينا مثل هذه التصرفات ، كان عندنا هنا لجنة كلها من قبيلة واحدة حلتها الحكومة ٢٠١٩م عشرة سنة ماسكين البلد هذه كلها بل هي اسرة واحدة حتى اذا سافر احدهم يضع في مكانه ود اخته هذه اللجنة غير منتخبة ولم يأت بهم احد ونحن ليس لدينا مشكلة مع قبيلتهم لكن تصرفات اللجنة هذه هي القضية . الان لجنتنا هذه من كل القبائل اسمها لجنة البوم لفض النزاعات ، عندما تكونت لجنتنا هذه اللجنة القديمة احتجت ونحن نبهنا في المساجد وقلنا لهم اي احد يرغب في دخول اللجنة مرحب به ما عدا اللجنة القديمة ، وعندما ذهبوا ل عبري قالوا لهم لجنة شيخ الصادق ما مقتنعين بها نحن عاوزين اللجنة كلها تكون من المجتمع المحلي هنا ولكن نحن قلنا لهم نحن كلنا سودانيين ونتعامل على هذا الاساس ،

مشاكلنا الاساسية الآن :
اولا ضعف الشرطة ولا توجد لدينا شرطة هنا وحتى افراد الشرطة الموجوين هنا الان اتوا بطلب خاص ونحن لا نرغب في طلب خاص لان شرطي الطلب الخاص دائما يعمل برغبة الشخص الذي يصرف عليه مثلا يمنحه ٣٠٠ الف جنيه اذا قال له غلطان سينهي خدماته وياتي بغيره ولذلك نحن نريد شرطة تأتي من قبل الحكومة حتى لو احتاجت دعم اللجنة ممكن تجمعه من عضويتها . المشكلة الثانية التي نعاني منها عدم وجود اورنيك ثمانية عندما تحصل إصابة لشخص نذهب به حوالي ١٣٠ كيلو متر لو في قسم شرطة يحل هذا الموضوع ناس المعادن جابوا عدد فردين اثنين من الشرطة صول ورقيب ولا يستطيعوا فعل شئ .
العلاقة بين المعدنيين والولاية الشمالية :
نحن لا نعرف أي شئ عن حكومة الولاية الشمالية عندما تحصل مشكلة نذهب نقابل الوالي الباقر في مكتبه وحصل ذلك مرتين المرة الاولى عندما عرفنا المنطقة هذه تتبع لمحلية عبري ذهبنا لاحضار الخطابات حتى تتفتح البلاغات في عبري جهة الاختصاص حتى لا يحصل تضارب مع محلية دلقو ونحن طالبنا بتوحيد القناة حتى نتعامل معها ، المرة الثانية عندما حصلت بعض المشاكل نحن عملنا تسجيلات صوتية وردوا علينا بانهم سيعالجوا هذه المشاكل ، لكن صراحة نحن عشمنا في الوالي يأتي لزيارة موقع الانتاج ويقف على المشاكل الموجودة .
الخدمات والتوعية :
في ما يتعلق بالخدمات في مواجهة الوبائيات اول مشكلة واجهتنا كانت ايام ” الكورلا” الاسهالات المائية الحادة ، كان يتم استقبال الحالات في محلية دلقو الاهالي احتجوا قالوا المعدنيين سينقلوا لنا العدوة اضطرينا نعمل حجر صحي هنا حيث اتينا بدكاترة وممرضين على حسابنا وعملنا حجر صحي على حسابنا وكان تردد الحالات في اليوم من ٢٠٠ الى ٣٠٠ حالة ، بعد انجلت الازمة والمرض انتهى حتى وصل ممثلي وزارة الصحة مثل الطافئ التي تحضر بعد اخماد الحرائق ، لذلك نحن من جانب الخدمات الصحية لم نستفد من الدولة .

التلوث البيئي واضرار الغازات السامة :
المشكلة الكبيرة في ما يتعلق بالتلوث هي مشكلة الساينيد وهي متعلقة بالشركات التي تعمل بالقرب من القرى في معالجة ” الكرته ” وليس لها علاقة بالتعدين الاهلي ، لكن بالفعل الساينيد يضر بصحة كل المنطقة ونحن قبل ذلك نشرنا في الصحف عن هذا الموضوع في عهد حكومة عمر البشير وتعرضت للاعتقال من قبل جهاز الامن لان نصف هذه الشركات تابع للاجهزة الامنية ، بعد ذلك نحن أسسنا سوق بعيد جدا من القرى على بعد١٦ كيلو متر على اساس ترحل له كل الطواحين وكذلك الشركات التي ترغب في معالجة الكرتة تأتي لهذا السوق وهذا السوق الان واقف لانه لا يوجد امن وفيه تهديد للصياغ ويمكن يتم نهب اموالهم .

الوجود الاجنبي في مناطق التعدين وتهريب الذهب :
الاجانب هنا في مناطق التعدين باعداد كبيرة ، في السابق كان موضوع التعدين مفتوح وكل من هب ودب ياتي ويشتغل ، اما في ما يتعلق بموضوع الاجانب العاملين في تهريب الذهب نعم موجود موضوع التهريب وهنالك طائرات تهبط وتقلع والسبب في تهريب الذهب هو عدم وجود بورصة وانا كمعدن لو وجدت فرصة اهرب ذهبي اقوم بذلك لانني لا اجد السعر المجزئ هنا في الداخل ، الان لا توجد بورصة ولو اتعملت تاني ما احد يهرب ، ما يتمسك من الذهب المهرب حوالي ٤ او ٥% مثلا لو انتجت ٢٥ كيلو جرام اسجل ١٠ كيلو والباقي تذهب عن طريق بني هلال مع الحدود المصرية يمنحوك حقك بالدولار الحي ولو الطريق ما امن يؤمنون لك الطريق حتى تصل اهلك بسلام ما لا ياخذون حقك ليس عشان خاطر عيونك لكن حتى تأتي اليهم راجع وأسعارهم بسعر البورصة العالمية الفرق بينهم وبين اسعار الداخل حوالي خمسة او ستة مليار جنيه . لذلك نحن كدهابة طرحنا بان يدخل بنك السودان كطرف في شراء الذهب ، الشركة السودانية للموارد المعدنية من زمان نعتبرها سمسار حكومة الشركة السودانية عبارة عن كبري بين انتاج الذهب ووزارة المالية لذلك في اغلب المواقع الناس حرقوا مكاتبها وبعضها تم اغلاقه من المعروف الان ٩٥% من ذهب السودان يتم تهريبة ونحن في موقع الحدث نعرف وهذا العمل تشترك فيه جهات كثيرة بما فيه صياغ كبار بعلم الشركة السودانية وهذه الجهات تربطها مصالح مع بعض ، ما يهمنا نحن الان محتاجين لبورصة وكذلك ضرورة تدخل بنك السودان وعلى الاقل نعرف ما يأخذ مننا كجبايات يصل لخزينة الدولة وترجع للمواطن في صحته وتعليمه لانك كمواطن لما تعرف الجهة الحكومة ترتكب مخالفات ايضا اذا وجدت فرصة ترتكب المخالفات هذه الجبايات لم تستفد منها منطقة التعدين ولا مستفيد منها عموم السودان .

الآثار الناتجة من الحرب على التعدين :

لا بأن الحرب التي اندلعت في الخرطوم بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في ١٥ ابريل أثرت على مجال تعدين الذهب بصورة كبيرة أبرز هذه الاثار فقد مجال التعدين اكثر من ٥٠% من العاملين في مجال التعدين حيث اندلعت الحرب في اواخر رمضان وصادف بأن عدد كبير من العمال ذهبوا للعيد او قضاء رمضان مع ذويهم وحجزتهم ظروف الحرب من العودة . ايضا تاثرت حركة البيع والشراء بصورة كبيرة لعدم وجود السيولة واغلاق اكبر سوق للذهب بالخرطوم بجانب توقف البنوك ، كذلك اصبحت هنالك مهددات امنية كبيرة في مناطق التعدين بسبب التخوف من بعض المسلحين الذين فروا من ارض المعارك الى مناطق التعدين ، بجانب وجود نزاعات بين المعدنيين وغياب السلطات العدلية وتوقفها بسبب الحرب لكل هذه الاسباب تأثر مجال تعدين الذهب بصورة كبيرة ومباشرة .

شارك في هذا الحوار بمنجم جبل البوم بجانب مقرر لجنة البوم وابوطاقية والمناطق المجاورة لها الصادق حسن عثمان طه كل من عبدالله محمد عبدالله عضو اللجنة ، حسن الماحي يحى فضل صاحب ابار وعضو اللجنة ، يونس ابراهيم عبدالمحمود معدن بجبل البوم ، بابكر خريف عمر صالح عضو لجنة وصاحب ابار ، عبدالله محمد يعقوب ابراهيم صاحب ابار في البوم ، عبدالكريم يعقوب عبدالمولى عضو لجنة ابوطاقية ، عبدالمجيد علي دهب شرف الدين نائب رئيس لجنة البوم ابوطاقية ، نزار محمد ابراهيم عضو لجنة البوم

الخاتمة :
جولة في جبل البوم معقل التعدين الاهلي كشفت الكثير والمثير ومنه ما لم يستطع رصده قلمنا ولكن هذه الحصيلة تعتبر رسائل في بريد الحكومة الاتحادية ان وجدت ولكن الاهم في هذه المرحلة ان تطلع الحكومة الولائية بالشمالية الاطلاع بدورها بل حتى الدور الاتحادي في ظل غيابه لان كل المشاكل الموجودة مقدور عليها اذا توفرت الإرادة وتضافرت الجهود .