X

عبدالباقي جبارة .. يكتب ” فزع الحروف ” .. حركة النهضة الاسلامية السودانية .. نفس الإناء !

اصدرت مجموعة من شباب الحركة الاسلامية السودانية بيانا اعلنت فيه انشقاقها وتكوين حركة النهضة الاسلامية السودانية وهي تتبنى كل اهداف ثورة ١٩ ديسمير بل وتنحاز للسواد الاعظم من السودانيين الذين يقولون لا للحرب وكذلك تتبنى توجه معتدل وضد الطرف وداعمة للتحول الديمقراطي حسب بيانها ..
الشاهد في الامر مجرد انتشار البيان عبر الوسائط قوبل بالسخرية والتهكم من قبل اسلامي حكومة الانقاذ وخاصة من القيادي البارز الدكتور امين حسن عمر ووصفوا قائد هذه الحركة الشبابية الشهير ب ” وداحمد” بانه جنجويدي وتابع للدعم السريع باعتبار الدعم السريع سمعته ادمرت ولا يقبله الشعب السوداني وبالتالي كل ما ينسب للدعم السريع لن يكتب له النجاح ولكن في ذات الوقت الذين سخروا من حركة النهضة الجديدة لم ينكروا انتماء قائدها للحركة الاسلامية الأم وانه كان امين الشباب بها وشغل منصب رئيس الاتحاد الوطني للشباب السوداني في اواخر عهد الانقاذ ..
لكن لعمري إن صدق الاتهام بالانتماء للدعم السريع وهو من يقف وراء تأسيس حركة النهضة إنها خطوة في غاية الدهاء وستكون ضربة موجعة لجماعة الاسلام السياسي التي حكمت السودان لاكثر من ثلاثة عقود وبذات الالاعيب وهي بدات عهدها بخداع الشعب السوداني ” اذهب للقصر رئيسا وسأذهب للسجن حبيسا ” ثم توالت مؤامرات هذه الجماعة لاطالة امد حكمها تارة باشعال الحروب المقدسة ” الجهاد في الجنوب ” وتارة اخرى في اصطناع الانشقاقات في ما بينها مثل صناعة احزاب وهمية معارضة لحكمها وتتفق معها في الفكرة مثل حزب خال الرئيس الطيب مصطفى له الرحمة وحزب امين بناني وغيرها وبذلك تريد الجماعة الاسلامية الحاكمة ان تستحوذ على الحكومة والمعارضة في آن واحد ، بل يشك الشعب السوداني حتى في الانشقاق الكبير الذي حدث في اربعة رمضان ١٩٩٩م بعد ان انقلبت جماعة عمر البشير على عراب الحركة الراحل الدكتور حسن الترابي وهذه المرة ذهب للسجن حبيسا حقيقة لطمع تلاميذه في كيكة السلطة الكاملة .. ثم تأتي اخر تقليعة الانقاذيين بابتكار حوار الوثبة الشهير في العام ٢٠١٤م لمحاصرة المد الجماهيري المناهض لحكمهم الذي اندلع ٢٠١٣م وراح ضحيته اكثر من مئتين شهيد ، حوار الوثبة الذي شاركت فيها عدد كبير من الاحزاب والحركات الضعيفة التي تبحث عن امتيازات لقادتها بل فيهم من يتبع لذات الجماعة وقام بدور الممثل البارع الذي جذبه الحوار الوطني الذي سيخرج البلاد الى بر الامان حسب زعمهم ، وبرزت شخصيات لا يعرف عنها الشعب السوداني شيئا وهي صناعة النظام الحاكم بامتياز مثل عبود جابر وبشارة ارور اللذان ظلا يصرخان في جميع الاجهزة الاعلامية دفاعا عن حوار الوثبة حتى ظفرا بمناصب دستورية عبود جابر رئيسا للمجلس الاعلى للبيئة ” لضعف شهاداته الجامعية ” وبشارة ارور وزيرا للاعلام ثم وزيرا للداخلية حتى سقوط الانقاذ في ١١ ابريل وينسب عدد من الاسلاميين فشل مخدر حوار الوثبة رغم صمودة لمدة حوالي خمس سنوات وهو ما استطاع اضافته لعمر حكومة الانقاذ الا ان اصرار الرئيس عمر البشير على الترشح في انتخابات ٢٠٢٠م عجلت بختام المشهد الدرامي الانقاذي بموت البطل ” الزج ب عمر البشير في السجن” واصبحت بقية الفرقة المسريحية هائمة في وادي الوطن تخرب في خطوات الثورة مستغلة بقايا سلطة وما اكتسبوه من مال حرام ..
الان خطوة ودأحمد تحتمل واحد من احتمالين الاول اذا صح الاتهام بان من يقف وراء حركة النهضة الدعم السريع فإنها خطوة ذكية للغاية وستصبح حركة عملاقة سريعا وذلك بالاستفادة من الامكانيات الهائلة التي يتمتع بها الدعم السريع وستكون الجناح المدني له وسيستفيد الدعم السريع منها في تجاوز اخطاء الحرب الدائرة الان والظهور بثوب جديد عبر نافذة جديدة مع الاعتبار بوجود عدد كبير من كوادر الاسلاميين داخل الدعم السريع بما فيها قيادات بارزة من الحركة الاسلامية ، بل ستكسب هذه الحركة تعاطف كبير خاصة من شباب الاسلاميين الحانقين على ” الكهانيت ” لأنه يوجد احتقان كبير من قبل شباب الاسلاميين لاحتكار كبارهم للمناصب في الحزب وفي الدولة ، وحتى الذين خرجوا من السجن الان مثل احمد هارون والفاتح عزالدين وغيرهم سيحاولون تقديم انفسهم ب ” نيو لوك ” ويعتبر وجودهم في القيادة مكافأة لهم بما قدموه من تضحيات باعتبار انهم زج بهم في السجون وإن كان كدور لعبوه لتصفية الثورة باتفاق مع اللجنة الامنية ومن هم خارج السجون من قادة الحركة المدنيين ..
اما اذا كان ظهور حركة النهضة الاسلامية السودانية تندرج ضمن الاعيب الاسلاميين لمواصلة حكم البلاد وانشأوا هذه الحركة تحوطا لأي طارئ مثل ان يخزلهم الجيش ولم يمكنهم من اعادة سلطتهم بالكامل كمكافئة لمشاركتهم في الحرب او ان كانت خطة مرتبة فحتما لن يصمد هذا التنظيم طويلا وسيصبح مثله مثل تخفي المؤتمر الوطني المحلول تحت لافتات كثيرة مثل حركة المستقبل والبناء الوطني والجيش الوطني وغيرها من لافتات يقف وراءها اعضاء من حزب المؤتمر الوطني المحلول وإن كانوا مغمورين ولا يعرف عنهم احد شئا .. والايام كفيلة بكشف المستور قريبا إن شاء الله