X

القيادي بالجبهة المدنية وحزب الأمة القومي مصباح أحمد في حوار مع ” ترياق نيوز ” : الخطاب الاعلامي ما بعد ابريل يعتبر اسوأ خطاب تشهده الحروب الحديثة

حرب ١٥ ابربل أفرزت واقعا جديدا ولم تحقق مقاصدها لطرفي الصراع

الوصول لاتفاق في منبر جدة اصبح أمر حتمي وهذه دوافع التصعيد العسكري

اغلب حركات الكفاح المسلح كان موقفها مشرفا والمؤيدة للحرب لا وزن لها

مصطفى تمبور صنيعة احد طرفي الصراع ومناوي لعب دورا هاما

حوار : ترياق نيوز _ عبدالباقي جبارة

يرى رئيس دائرة الاعلام بحزب الامة القومي والجبهة المدنية العريضة مصباح احمد محمد بأن إيقاف الحرب في جولة المفاوضات الحالية في جدة امر حتمي لأن الطرفان اصبحت لهما قناعة بضرورة التوصل لاتفاق ، وقال مصباح بأن انضمام الحرية والتغيير المجلس المركزي للجبهة المدنية العريضة لا يعني تذويبها بل تحقيق هدف من اهدافها الا وهو توحيد القوى المدنية المؤمنة بالتحول المدني الديمقراطي وايقاف الحرب ، كما فند المصباح الخطاب الاعلامي الذي صاحب حرب ١٥ ابريل ووصفه بأسوأ خطاب تشهده الحروب الحديثة هذا وغيره من محاور تجدونه خلال الحوار التالي :

سيد المصباح كيف تنظر للراهن السوداني والحرب تدخل شهرها السابع ؟

اولا اشكركم انتم في ” ترياق نيوز ” على اتاحة هذه الفرصة ونتمنى لكم التوفيق .. بالتأكيد حرب ١٥ ابريل احدثت واقعا جديدا في السودان ، للاسف الشديد هذه الحرب غيرت المعادلة بشكل كبير جدا وأكدت بصورة لا لبس فيها بأن اطرافها لم يكنوا دقيقين في تقديراتهم لهذه الحرب والدليل على ذلك بأن هذه الحرب احدثت هذا الدمار الهائل والتشريد الكبير لأبناء الشعب السوداني وهذا الاستقطاب الحاد داخل المجتمع ، ومؤكد بأن هذه الحرب لم تحقق أي من مقاصدها للطرفين ولذلك كان لا بد الوقوف ضدها والوقوف لتقيم هذا الواقع والانتقال لمرحلة الحل السلمي ، بالتأكيد بأن الوضع ما بعد ١٥ ابريل يختلف تماما عن ما قبله وعليه يتطلب هذا الواقع حلولا جديدة ويتطلب نقاش منفتح لايجاد مخرج من أزمة الحروب في السودان بصورة جذرية تحقق الاستقرار وتحافظ على الوطن من الضياع .

في رؤيتك هل القوى السياسية بمكوناتها السياسية والحركات المسلحة غيرت تفكيرها هذه الحرب وما هي الدروس المستفادة ؟

أعتقد بأن القوى السياسية جميعها قيمت تجربتها في الفترة الماضية ومؤكد هنالك إقرار بالعديد من الأخطاء التي وقعت خلال الفترة الانتقالية وايضا هنالك تفهم للوضع الراهن بصورة كبيرة جدا وهنالك إرادة بأن تتوحد القوى السياسية في كتلة مدنية موحدة للحوار ومعالجة الأزمة السودانية بصورة جذرية وتوافقية وبالتأكيد هنالك تغيير كبير جدا في تفكير قوى الثورة الديمقراطية في التعاطي مع الراهن في السودان والدليل على ذلك هنالك استجابة كبيرة جدا لنداءات الوحدة وانفتاح في النقاش والحوار البناء في اطار ما يحقق المصلحة الوطنية وفي تقديري أنه ايجابي وانعكس ذلك في توحيد القوى المدنية خلال الاجتماعات السابقة التي انعقدت في اديس ابابا ، كان هنالك حوار بناء ومنفتح وتسامي كبير جدا وإعلاء المصلحة الوطنية بدليل أن القوى السياسية قبلت بأن تكون كمكون في الجبهة المدنية تشكل ب ٣٠% فقط من جملة مكونات الجبهة المدنية وهذا التنازل لاول مرة تقدمه القوى السياسية بصورة كبيرة جدا من اجل توحيد القوى المدنية والانتقال لمرحلة جديدة يتحقق فيها التوافق الوطني لمرحلة جديدة يسود فيها الاستقرار ، وهذا نهج جديد بعيدا عن عقلية “التكويش” والسيطرة على القرار السياسي ومعالجة القضايا بصورة فردية .

كيف تقيم الخطاب الاعلامي السوداني الذي صاحب حرب ١٥ ابريل ؟

للاسف الخطاب الاعلام في حرب ابريل او ما بعد ابريل اسوأ خطاب اعلامي يمكن أن يفسر او يقرأ في كل الحروب الحديثة خطاب اتسم كثير منه بالتضليل ونشر خطاب الكراهية وكذلك بالتحريض المتعمد ضد المكونات السودانية المختلفة وضد الاطراف الداعية لوقف الحرب ولذلك هذا النوع من الخطاب يعتبر من اسوأ انواع الخطابات واعتقد بأن هذا الخطاب التحريضي أثر كثيرا على مجريات الاحداث لأنه اتسم بعدم المصداقية والتحريض المضاد وساهم في التحشيد المتبادل وساهم في انتشار خطاب الكراهية في الكثير من مناطق السودان وكذلك نال من تماسك الجبهة الداخلية ونال من الوحدة الوطنية رغم أن الاطراف الداعية لوقف الحرب كان خطابها معتدل وموضوعي ومبرر ويطالب بتعزيز الوحدة الوطنية وايقاف هذه الحرب والانتقال للحلول السلمية وفي تقديري بأن الذين انتهجوا اعلاما داعيا لاستمرار هذه الحرب لم يكنوا عقلانين على الاطلاق وللاسف الشديد هذا الخطاب سيكون له تاثير على مستقبل البلاد إن لم تتم معالجته بخطاب يعزز من الوحدة الوطنية وينبز خطاب الكراهية ويطالب بضرورة أن تتوحد كل المجتمعات والاطراف السودانية خلف راية السلام والحريات والتحول المدني الديمقراطي ، ومنةوجهة نظري اصحاب الخطاب الداعين لاستمرار الحرب سينعزلون وسيجدون انفسهم قد خسروا خسارة كبيرة جدا اذا ما وقفت هذه الحرب وانتقلنا لمربع السلام وسيكونون المسخ المشوه في المجتمع السوداني لأنهم حقيقة تصدروا خطابا سيئا للغاية .

هل اثر الخطاب الاعلامي على الحرية والتغيير الأمر الذي دعاها لتغيير ” جلدها ” وتم استهلاك مسمى ” قحت ” ؟

الحرية والتغيير تحالف مرحلي وهو تحالف قاد الثورة السودانية لما بعد مرحلة اسقاط النظام المباد وهذا التحالف مرن والساحة السودانية منذ قديم الازل شهدت تطورات في مراحلها المختلفة وليس هنالك بقرة مقدسة والتحالفات تتشكل نتيجة للواقع السوداني وتستوعب المتغيرات وكذلك تواكب الاحداث ولذلك صحيح الحرية والتغيير جسم مؤثر وكبير وانجز قيادة الثورة السودانية ولا يزال يمارس دوره بصورة كبيرة ولكن الوضع الراهن هنالك حاجة ملحة لضرورة توحيد القوى المدنية ، وفكرة توحيد القوى المدنية هي اصلا فكرة ما جديدة ، حيث انطلقت منذ ما بعد ٢٠١٩م وطرحناها نحن في حزب الأمة القومي خلال العقد الاجتماعي الجديد وكان قد اقترح بأن تتوسع قوى الحرية والتغيير وتتحول من قوى اعلان الحرية والتغيير الى جبهة مدنية عريضة ويتحول اعلان الحرية والتغيير الى ميثاق سياسي وطني واسع وأن تتحول الوثيقة الدستورية الى دستور انتقالي لأن المرحلة تتطلب بأن تكون هنالك مشاركة واسعة فيها كل الاطراف السودانية لا سيما الداعمة للتحول المدني الديمقراطي ولذلك بالنسبة لنا في حزب الامة القومي هذا واحد من أجندة العقد الاجتماعي الجديد ، وعندما جمد حزب الامة نشاطه في الحرية والتغيير كان بسبب اغلاق الحرية والتغيير على اجسام محددة وبالتالي كان لا بد من توسيع الدائرة .
الان بعد حرب ١٥ ابريل بات من الضروري والملح أن يتم توحيد القوى المدنية كلها اولا لايقاف هذه الحرب لأنها ستدمر البلاد اولا وستضع البلاد في محك التفتت والانقسام وهذا امر فوق كل اعتبار ولذلك لا بد من توحد السودانيين جميعا في جبهة مدنية عريضة لايقافها ثم استعادة مسار التحول المدني الديمقراطي ولذلك الحرية والتغيير كقوى سياسية وكوحدة قوية موجودة داخل هذه الجبهة وحدتها تحافظ على تماسك الجبهة وتحافظ على أجندة التحول المدني الديمقراطي واهداف ثورة ديسمبر المجيدة ولذلك ليس هنالك تذويب للحرية والتغيير وإنما توسيع لقاعدة المشاركة وتحويل هذا التحالف الى تحالف اكبر واوسع ويشمل كل المكونات السودانية ولا زلنا نطمح في استقطاب اعداد اخرى من المكونات السودانية المختلفة لتكون جزء من الجبهة المدنية لضرورة المرحلة ، وأهم ما يمكن أن تحققه هو ايقاف هذه الحرب وتحقيق السلام والسلم الاجتماعي واستعادة مسار التحول المدني الديمقراطي .

كيف تنظرون لجولة المفاوضات الحالية في جدة وما ستخرج به ؟

في تقديري هذه الجولة تعتبر من اهم الجولات في عملية التفاوض ولأول مرة الطرفان يقبلوا على هذه الجولة بقناعة تامة هذا ما أعلنوه واعلنته الوساطة وسيصلوا لاتفاق لوقف اطلاق النار ذلك امر حتمي ، بالتأكيد منبر جدة مختص بوقف العدائيات ومحور فتح المسارات ومعالجات الاوضاع الانسانية ، أما الملف المتعلق بمعالجة القضية السياسية بما فيها قضية الاصلاح المؤسسي والأمني والعسكري والجيش الواحد كلها مكانها العملية السياسية الشاملة والتي سيشارك فيها كل السودانيين وفيها مشروع وطني يخاطب كل القضايا الملحة وقضايا الحرب ومعالجة جذورها ولذلك انا متفاءل بان هذه الجولة سيصلوا فيها لاتفاق مؤكد ، وهذا هو الذي يحرك القوى المدنية للتوحد في جبهة مدنية عريضة وتتوحد في مواقفها حتى تكون مؤهلة لمعالجة القضايا ومؤهلة لتشكيل سلطة متوافق عليها لإدارة الفترة الانتقالية ، هذين الامرين متلازمين توحيد القوى المدنية والمسار العسكري المتعلق بايقاف الحرب وفتح الممرات الانسانية ووقف العدائيات والفصل بين القوات .

ارتفاع وتيرة العمليات العسكرية وخاصة في اقليم دارفور متزامنا مع مفاوضات جدة هل ذلك مؤشر لتقسيم السودان ؟

المهدد الاساسي لوحدة السودان هو استمرار هذه الحرب وبالتالي الامر الملح هو وقف اطلاق النار وما يجري من معارك ذلك في اطار السيطرة على الارض وتوسيع النفوذ وتحكم كل طرف في اكبر قواعد عسكرية وبالتأكيد هذا الامر مفهوم في هذا الاطار لأن الاتفاق سيبقي على كل طرف في مناطق سيطرته الى حين معالجة الوضع العسكري بشكل يحقق الاصلاح العسكري المطلوب مثل الدمج وفقا للعملية السياسية التي تخاطب الاصلاح المؤسسي بما فيها الاصلاح الامني والعسكري ، بالتأكيد هنالك أجندة مختلفة لجهات خارجية وداخلية لكن اذا ما تحقق وقف اطلاق النار واتفق السودانيين على عملية سياسية مؤكد بأن كل هذه القضايا ستتم معالجتها ولا اعتقد بأن الامر سيذهب الى التفتيت الا اذا استمرت الحرب بالتاكيد ستكون المخاطر كبيرة على البلاد ليس التفتيت فقط بل الحرب الاهلية التي لا تبقي ولا تزر وربما تنتشر في كل انحاء السودان لكن الجميع الان يدفعون باتجاه منبر جدة ليوقف هذه الحرب .

من هي الجهة التي لها مصلحة في استمرار الحرب ؟

بالتأكيد الذين يرفضون وقف اطلاق النار ويرفضون الحوار هم الاسلاميين حتى هم بذات اللهجة التي رفضوا بها الاتفاق الاطاري وتهديدهم بأنهم سينسفوا الاتفاق الاطاري ولن يسمحوا باستمرار العملية السياسية بذات المنهجية ونفس اللغة يعملون على تخوين القيادة العسكرية ويعملون بكل ما اتوا من قوة من اجل عرقلة التفاوض الجاري في جدة وقد اعلنوا ذلك في صفحاتهم ومواقعهم وهذا الامر اصبح مرتبط بمصير الاسلاميين ويريدون استمرار الحرب لهدف اساسي هو عودتهم للسلطة حتى ولو كانت على جماجم السودانيين ولو تفتت السودان لا يعنيهم في شئ ، الذي يعنيهم فقط يكونوا موجودين ويستمروا في هذه الحرب وعرقلة أي مساعي سلمية لايقاف هذه الحرب لذلك تزايدت اصواتهم هذه الايام وبدأ الهجوم يتركز على قيادة القوات المسلحة والهدف من ذلك اما للضغط عليه لعدم المواصلة في التفاوض أو الانقلاب عليها بشكل ما ليجعلوا عملية مواصلة التفاوض أمر مستحيل وبالتالي كل السيناريوهات على الساحة مطروحة ، ولكن الإرادة السودانية متماسكة في ما يتعلق بالسلام ومواصلة التفاوض وهنالك قناعة وجدية داخل المؤسسات العسكرية وهنالك ايضا دعم من السودانيين والمجتمع الدولي بضرورة الوصول لاتفاق ينهي هذه الحرب العبثية وهذه دفعة للقيادة العسكرية بأن تواصل في مسار التفاوض الذي يجنب البلاد مزيدا من التفتيت وحتى القوات المسلحة يضعها امام مسؤليتها التاريخية بضرورة المحافظة على ارواح الشعب السوداني والانتقال لمرحلة جديدة ويكون فيها معالجة للأزمة بشكل سلمي بعيدا عن البندقية .

سيد المصباح سؤالنا الاخير أين حركات الكفاح المسلح لماذا اختفت من المشهد وخاصة في دارفور ؟

حركات الكفاح المسلح جميعها وخاصة الموقعة على اتفاق جوبا ما عدا الحركات الصغيرة موقفهم ضد الحرب منذ البداية وكانوا محايدين واعتقد هنالك ظروف عديدة جعلتهم يتخذون هذا الموقف مثل حركة الهادي ادريس والطاهر حجر كان موقفهم واضح جدا حيث اتخذوا الموقف الداعي لوقف الحرب لذلك نأوا بأنفسهم من المشاركة في أي جانب من جوانب الحرب وذلك أمر جيد في تقديري وايجابي أما الحركات الاخرى موقفهم متردد ما بين القبول وما بين الرفض ايضا حركة مناوي لعبوا دور ايجابي في عملية تأمين قوافل الاغاثة لاقليم دارفور ومناطقها المختلفة وكان بينهم وبين الدعم السريع تنسيق في مناطق سيطرته وايضا هذه الحركات ليس بالحجم الكبير الذي يمكنها من الدخول في هذه الحرب وليس لديها من القوة ما يمكنها من الدخول في هذه الحرب والموقف الذي أتخذوه لصالح ايقاف الحرب وعدم دعم اي طرف من الاطراف وخاصة بان هذه الحركات لديها تداخل كبير جدا مع الدعم السريع في دارفور وهذا ربما كان له تأثير على مواقفها .. أما مصطفى تمبور ليس لديه قوات على الارض واصلا من البداية صنيعة من صناعة احد اطراف الحرب ومواقفه منحازة لاستمرار الحرب بصورة واضحة وحركته ليس من الحركات التي لها تأثير اصلا على المشهد السياسي في دارفور ، الحركات التي لها تأثير تحرير السودان بقيادة مناوي والمجلس القيادي بقيادة الهادي ادريس وتحرير السودان بقيادة الطاهر حجر وحركة العدل والمساواة هذه هي الحركات التي لديها وجود وتاثير لحدما في المشهد .