X

عبدالباقي جبارة .. يكتب .. ” فزع الحروف ” .. حرب السودان .. الدوري المقلوب !

      رغم موقفنا المعلوم للجميع بأننا ضد هذه الحرب منذ الطلقة الاولى ، وأصدق قول حتى في وصفها من القائد البرهان بأنها حرب ” عبثية ” وإن هذا الوصف لا يعبر بدقة عن بشاعتها وفظاعاتها التي أرتكبت ضد شعبنا ، ويقيننا التام بأن هذه الحرب لن تنته الا بالجلوس على الطاولة وهذا بالطبع ليس دعما لطرف كما يروج اصحاب الغرض ، لكنها سنة الله في الارض كل الحروب بما فيها حرب البسوس والاوس والخزرج وغيرها من حروب الجاهلية الاولى مرورا بالحرب العالمية الاولى والثانية جميعها انتهت بالجلوس الى الطاولة حتى اذا انتصر فيها احد الاطراف بالتأكيد ، الحرب التي تدور في وطننا تجاوزت كل اعراف والتقاليد البشرية وتفوقت على حروب الجاهلية والحديثة ولا أعتقد اشد قوانين العقوبات لمنتهكي حقوق الانسان تجدها كافية لمعاقبة مرتكبي هذه الجرائم بل اقل بكثير في حقهم ، بما فيها عقوبة الاعدام وبأي آلة كانت والصلب وغيره من وسائل ..
ورغم هذه الاوصاف بالكلمات التي لا تحيط بفظاعة هذه الحرب لكن من حين لآخر يلوح في الافق ضوء لحياة جديدة وبعث جديد لشعبنا وهو القول الذي يتردد كثيرا بأن هذه الحرب كان لا بد من وقوعها لأنها ستكون آخر الحروب في السودان .. لكن هذه الحرب تضع اوزارها متى ؟ الله أعلم حتى يتحقق الحلم الذي تصبح فيه حروب السودان تاريخ أو احاجي ، ومن غرائب هذه الحرب تبدو وكأنها دوري رياضي بين عدد من الفرق الرياضية ذات المستويات المختلفة بما فيها فريقي ” الديربي ” والغريب في الأمر هذه الحرب بدأت بفريقي القمة ” ديربي ” مبكر وأعتقد هذا سبب وجيه لاطالة أمدها لأن مباريات الديربي في الغالب يكون فيها شوطين اضافيين وقد تمتد لضربات الجزاء وضربات الجزاء تبدأ بخمسة ضربات لكل فريق ومن ثم ضربة هنا وضربة هناك حتى يسقط احد الفرق . وعليه هذا الدوري أي هذه الحرب بدأت بطريقة غير مألوفة لذلك الآن وبعد سبعة اشواط أي سبعة شهور كان على الاقل إن لم تحسم يجب أن تضح معالم نهايتها ..
والبداية الصحيحة بما أن الحركات المسلحة متناسلة كما تتناسل فرقنا الرياضية مثلا في كل مدينة من مدن السودان تجد فرق رياضية باسم الهلال والمريخ واحيانا الموردة ” بتلعب ” ولكن الهلال الاصلي والمريخ والموردة اسياد الاسم دائما في العاصمة وهذه هي فرق القمة وبالتأكيد منذ الدوريات الرياضية الحديثة لم نشهد دوري بدأت مباراته الاولى بين فريقي القمة الهلال والمريخ .. والسبب بسيط لأن القائمين على امر تنظيم الدوري سواء الاتحاد العام اوالاتحادات المحلية يصنفونا هذه الفرق ولا يضعوا الفرق ذات المستويات المتقاربة في مجموعة واحدة حتى لا يكون هذا الدوري ” عبثي ” رغم أنه في الغالب فريقي القمة يلتقون في النهائي .. اما في حالة حربنا العبثية هذه التي يبلغ عدد فرقها أو الحركات المسلحة العشرات وبمسميات متشابهة هنالك عدد من الحركات تحت مسمى ” تحرير السودان ” وأخرى ” عدل ومساواة ” واخرى ” جبهة ثورية وهي كذلك عدة جبهات أما فريقي القمة هما الجيش والدعم السريع وللاسف استهلوا الدوري وما زالت مباراتهما متعددة الاشواط مستمرة والصحيح مثلا تكون تحرير السودان مناوي ضد العدلة والمساواة ” صندل ” والجبهة الثورية ضد العدل والمساواة ” جبربل ” ودبجو ضد تمبور والدعم السريع ضد تحرير السودان ” عبدالواحد ” والجيش ضد الحركة الشعبية ” الحلو ” ولو عبدالواحد والحلو اصروا على الانسحاب يتأهل الدعم السريع والجيش للدور النهائي مباشرة وطبعا الحركة الشعبية ” مالك عقار ” هبط لليق والحركة الشعبية ” ياسر عرمان ” والجبهة الثورية محمد سيد احمد الجكومي ” يلعبوا ملحق .. المهم في النهاية المربع الذهبي سنجد فيه الجيش ، الدعم السريع ، تحرير السودان ” عبدالواحد والحركة الشعبية ” الحلو ” وشكوى مناوي وجبربل للفيفا قد تعطل الوصول للديربي لكن في النهاية سيتلعب بين الجيش والدعم السريع المباراة الاولى سيخرب ” الفلول ” المباراة وسيعطلوا حسمها لمناوشتهم ” بالكراسي ” للجمهور الخصم الحرية والتغيير وسيتلقى جمهور الفلول قرار بالحرمان من دخول المباراة والحرية والتغيير انذار نهائي لكن في النهاية سيتلعب الديربي بين الجيش والدعم السريع بدون جمهور لدواعي صحية واحترازات امنية وسيعلق الاتحاد الدولي تسليم الكأس لاي فريق حتى صدور القرار من الجماهير .. سيدير المباراة حكم وسط السعودية وامريكا حكام راية الاتحاد الافريقي والايغاد مراقب المباراة ” مصر ” ” لعيبة مجنسين مشكوك في صحة مشاركتهم ” اربعة دول جوار ودولتين اقليميتين ” وبرضو السودان ما حيشيل الكاس لان الثعلب أحرز في فريقه هدف عكسي و ” لاراش ” انحاز للفريق الخصم ” وضاع الكأس وسيبدأ المدرب القدير ” حمدوك ” يخطط لموسم قادم اذا الملاعب ما غمرتها مياه النيل بسبب تدمير ” خزان جبل اولياء ” !!!! ..