X

مصباح أحمد محمد .. يكتب .. بعد تسعة أشهر من الحرب ماهو محصلة الجدال بين الرشد والطيش ؟!

     

 

 

 

      عندما إندلعت حرب ١٥ أبريل اللعينة إنقسم أهل السودان الي فريقين، الراشدون طالبوا بوقفها فوراً لأنهم يدركون مآلاتها ومخاطرها حاديهم في ذلك مصلحة الوطن والشعب، والمزايدون من أهل الردة وأعوانهم إتجهوا نحو دعمها وعلت أصواتهم بالدعوة لإستمرارها وملأ إعلامهم الآفاق تضليلا وتحشيداً لها، وصاروا يدبجون تهم الخيانة والعمالة لكل من يدعون لوقفها، ولا غرابة في ذلك فهذه مدرستهم ومنهجهم الذي عايشه الشعب السوداني لأكثر من ثلاثين عاماً عجاف، وهو منهج يستند على مبدأ إعلاء المصلحة الحزبية والذاتية على المصلحة الوطنية، وها هي الحرب تمضي نحو إكتمال شهرها التاسع وتتسع لتحرق الوطن برمته، ولايزال مشعلوها في ضلالهم القديم، والمؤلم أن الخاسر الأكبر فيها هو الوطن والمواطن الذي تحمل أعباءها ونالت منه قتلاً وتشريداً وإنتهاكاً ونهباً للأموال وتدميراً للمؤسسات..

إن التجارب العالمية في الحروب كلها كان المدخل لإنهاءها هو الحوار البناء الذي يحقق السلام ويوقف إراقة الدماء،ويسترد الحقوق إلاّ تجربة البلابسه في السودان شعارها (فالترق كل الدماء) حتى وإن أحرق السودان كله كمال قال أحد متحديثهم في قناة الحدث في بداية الحرب وكل ذلك بهدف تصفية الثورة و الإنتصار للذات وإعادة نظام الظلم والإستبداد للسلطة من جديد، مع أن كل تجاربهم السابقة في حرب الجنوب، ودارفور، وجنوب كردفان، والنيل الأزرق التي اشعلوها بإسم الدين كانت نتائجها قتل وتدمير وإنتهاكات لحقوق الإنسان.

والآن وقد حصص الحق وبانت النتائج الكارثية لهذه الحرب العبثية، وزادت اشتعالاً وإتساعاً وأصبح الوطن هائماً وشعبه حائراً، تأكد للجميع أن شعار #لا_للحرب هو الشعار الوطني الصحيح والذي يجب أن يتحقق عاجلاً،،،

وهاهي الحرب تمضي نحو التوسع لتبلغ مدن وقري كانت آمنه ومطمئنة، ويسعى مشعلوها للإستمرار في تفتيت المجتمع عبر تأجيج خطابات الكراهية والعنصرية البغيضة من أجل تعميق الأزمة، وتحقيقاً لشعار (يا تسليم كامل أو تدمير شامل).

ولكن الشعب السوداني الصابر الصامد رغم كل ذلك سيخرج بإذن الله من هذه الأزمة صامداً مرفوع الرأس رُغم المآسي والأحزان وسيحصد دعاة الفتنة والحرب الهشيم لامحال،،،

إن الواجب الوطني والديني والأخلاقي أن يحرص قادة القوات المسلحة وقوات الدعم السريع على الإلتزام بحماية المدنيين وعدم خوض الحرب في المدن المكتظه بالسكان والإلتزام بتعهداتهما في البرتكول الإنساني الموقع في مايو بجدة، والواجب على كل أهل السودان الحادبين على مصلحة الوطن هو أن يوحدوا جهودهم لوقف هذه الحرب والحفاظ على لحمة وتماسك المجتمع والعمل على إفشاء السلام وعزل دعاة الحرب، وعدم الإستجابة لخطابات الكراهية والعنصرية،والتحشيد من الجانبين، والتسامي فوق الجراحات والنظر للمستقبل بعين التفاؤل والأمل،،،

إن صوت الرشد والحكمة سينتصر في نهاية المطاف، لأن الشعب السوداني قادر على هزيمة الحرب وأهدافها.
فالسلام والحرية والعدالة والكرامة حق لكل إنسان، ومهما إمتد عمر الظلم فإن الحق منتصر والظلم زائل وإرادة الشعب غالبة،، والمطرودة ملحوقة وما ضاع حق وراءه مطالب.

إذا التف حول الحق قوم فإنه يصرِّم أحداث الزمان ويبرم،،،

رحم الله الشهداء وشفى الجرحى ورد غربة المفقودين وأعاد أهلنا المشردين وحفظ بلادنا أرض الجدود ومنبت الرزق إنه سميع مجيب،،،