X

حيدر الفكي . . يكتب .. ” حتى الان ” .. وداعاً عام الحرب والشتات مرحباً بعام السلام والأمل !

لم تمر على الأمة السودانية سنة أسوأ من تلك السنة 2023 التي عم فيها الخراب والدمار وحلت بها النوازل والكوارث واصبح ضياع الوطن على قاب قوسين او أدنى من الحدوث .. أُريقت الدماء ونُهِبت الاملاك وأُنتُهِكت الأعراض وتشرد الناس وهربوا وهاموا على وجوههم لايعرفون الى اي وجهة هم ذاهبون وتشتت شمل الأُسر واصبح الفقد في كل مكان حيث لا سُرادق للعزاء .. بلغ السوء حد الذهول وغابت الدولة وتم تدمير البنية التحتية على قلتها وتواضغها وتم القضاء على ماتبقى منها بل وتلاشت معالم الدولة وكأنها لم تكن حيث انها فعلا هى لم تكن من الأساس وكانت تحمل في داخلها نموذجاََ غير مسبوق للفشل وبكل أركانه المكتملة وصالت وجالت اصوات جعجعة العدم حيث عزَّ الطحين .. عمت الفوضى وإستباح المغول والتتار الجُدد الديار !!! أتوا من كل فج عميق من داخل وخارج الوطن الجريح أتوا يمتطون أسرجة الخيانة من الداخل وأجنحة العمالة من الخارج .. أتوا وبكل وقاحة الدنيا يبشرون بالحرية والديمقراطية تحت لواء السلب والنهب والقتل وإستباحة الأعراض وإحتلال الديار وبعد كل ذلك يحدثونك عن الديمقراطية وهم لا يعرفون غير لفظها ومخارج حروفها و حتى لا يقدرون على رسمها خطاً ناهيك عن معرفة قيمتها وروحها وريحانها !!! إنها كارثة حقيقية أسوأ من الحرب نفسها !!! وتتوالى الكوارث تترا على تراب الوطن المكلوم حيث كان الهروب الكبير وهنا حدِّث ولا حرج وإنكسرت نفس الشعب المجرتق بالعذاب على وقع طبول الحرب وإتساع دائرة الشر ومحور الخراب وبعد أن كان يحدوه الأمل في العودة الى الديار وعلى عِلَّاتِها وخرابها أصبح خائفا يترقب ويتحسس أماكن النزوح المكتسبة الآنية خوفاً من الضياع والنزوح الى اماكن أخرى وعوالِم مجهولة وانحسر سقف الأمل والتوقعات الى ابعد حد وهو يسمع حوافر خيول المغول في المدن والقرى والبوادي المجاورة .. وغابت اصوات الذين أشعلوا هذه الحرب اللعينة خلف ستار الهزيمة والإنكسار تطاردهم دعوات المظلومين اينما حلوا وارتحلوا عبر العواصم العالمية الراقية يتنعمون ويتوسدون آثامهم وسوآتهم فتصبح كابوساََ يقض مضجعهم  ويكون نصيبهم لعنات آنية على السنة الملايين ولعنات في رحم الغيب من الأجيال القادمة علي مر العصور والأزمان …
ومهما يكن من الإنكسارات وعِظم الجروح والإحباط فإن باب الأمل مُشرعاََ وعزيمة الشعب هى مفتاح الغد حيث التوقُع وإنكسار المستحيل .. ستنهض هذه الامة السودانية من وهدتها وسنبني وطنا يشهد له العالمين القاصي والداني وهذا هو تاج آمالنا وسنامها في عام 2024 تحمله أجنحة السلام ووقف الحرب بإرادتنا الصلبة ووعينا المتقدم وفهمنا العميق لمعنى أن نعيش وننتصر …..
ومضة:
هى روح مُتعبة بفوضى الجسد مُنهكة بفكر العقل ووعي السؤال …..