X

د. عبد الله حمدوك بحواره مع “سودان تايمز” : نسعى لأكبر جبهة مدنية ولا نستعجل النتائج

طالبنا المجتمع الدولي بضرورة إدخال للمساعدات الانسانية
….
إنطلاق الترتيبات العملية للمؤتمر التأسيسي في هذا الموعد (…..)
……
تلقّت “تقدم” ردود إيجابية من حركات وأحزاب بُعث لها خطابات
…….
تواصلنا مع طرفي النزاع وشددنا على ضبط الخطاب العدائي والشحن الزائد بينهما
…….

أديس أبابا : حوار : أحمد خليل

على هامش اجتماعات القمة الافريقية في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا ومن مقر اقامته التقت (سودان تايمز) برئيس الوزراء السابق ورئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) الدكتور عبدالله حمدوك في حوار القضايا التي تشغل بال الرئيس والقوى المدنية وهي تضع خارطة طريقة لانهاء حرب الـ”15″ من ابريل في السودان والوقوف على آخر تحضيرات الورش والمؤتمر التاسيسي والتحديات التي تواجه تقدم خاصة أن الاسبوع الأخير شهد تصعيد اعلامي من قِبل طرفي الحرب، الرجل أقر بان هنالك تحديات كبيرة  تواجه نشاط تقدم، مؤكداً في ذات الوقت على أهمية توسعة تقدم لأنها ليست كل السودان ولكنها تسير في الاتجاه الصحيح، لافتاً إلى وجود زخم كبير بيد أن طبيعة التحالفات تتطلب الصبر لإكمال البناء حتى تصبح لديها القدرة على الاستمرارية والصمود دون الاستعجال في النتائج..
…..

*على هامش القمة الافريقية.. ماذا طرحت “تقدم” في لقاءتها ؟
القمة  الافريقية التي عقدت في اديس ابابا كانت قمة محضورة اتاحت لنا فرصة لقاء عدد كبير من القادة الافارقة وقيادات من خارج القارة في هذه اللقاءات قمنا بشرح القضية السودانية ركزنا على ضرورة أن ليس هنالك حلاً عسكرياً لهذه الأزمة، ولابد ان ننخرط في عملية سياسية تحل الازمة  يجب مواجهة التحدي والانخراط في عملية سياسية تحل هذه الازمة وركزنا في لقاءاتنا على تعريف الازمة وطرح رؤية تقدم لمعالجة هذه الازمة  مستصحبين خارطة الطريق  التي اعتمدت عدد من الآليات في الاجتماع التشاوري الذي تمخض عنه شيئين، المؤتمر التاسيسي والدستور الانتقالي والاتفاق على ترتيبات انتقالية مصحوب باعلان مبادي التي تتحدث عن قضايا اساسية منها كيف يحكم السودان والحديث عن الجيش الواحد وكيفية تحقيق العدالة الانتقالية والحزمة المتكاملة للحكم الديمقراطي وعدم الافلات من العاقب ومعالجة جذور الازمة السودانية وحرب 15 ابريل ليس هي اول حروبنا ونتمنى ان تكون آخر الحروب ونستطيع ان نحول هذه الكارثة الى إمكانية، ايضاً تناقشنا مع القيادات التي التقيناهم الوضع الانساني الكارثي حسب الاحصائيات أن “25” مليون سوداني يتعرض للمجاعة جراء الحرب وفشل الموسم الزراعي وطالبنا المجتمع الدولي بضرورة السماح للمساعدات الانسانية بالدخول عبر الحدود السودانية المختلفة من اهلنا في تشاد والحدود الاثيوبية وجنوب السودان وهذا يعين في تخفيف معاناة اهلنا في السودان.

*اين وصلت الترتيبات لانعقاد المؤتمر التاسيسي؟
المؤتمر يمثل نهاية الترتيبات العملية لتأسيس الجبهة و يسبقه قيام الورش المتعددة التي  ستنعقد في الأسبوع القادم وتستمر بقية الورش إلى منتصف مارس نتمنى في هذه الفترة ان ننفذ مستحقات قيام المؤتمر التأسيسي وليس كهدف في ذاته، لابد من توفر شرطين لقيام المؤتمر وهما التحضير الجيد وضرورة المشاركة الواسعة واتحاحة الفرصة لقطاع عريض للمشاركة خاصة تمثيل اصحاب المصلحة ومراعاة التعدد والتنوع لولايات واقاليم البلاد، وأن يستوعب تمثيل النازحيين وفئات المجتمع من شباب ونساء وطرق صوفية والمبدعين واحزاب ومجتمع مدني ومهنيين ولكل هذا الزخم تم تأجيل المؤتمر من ديسمبر إلى الآن ولسبب واحد لاننا حريصين على قيام مؤتمر ناجح وكل السودانيين مشاركيين فيه، إنها عملية ليست بالسهلة ففيها تحديات كثيرة جداً وأكبر تحدي يواجه المؤتمر كيفية خروج المشاركيين من السودان إلى مكان إنعقاد المؤتمر حيث يتعذر مع هذه التحديات وهي التي ساهمت في تاجيل المؤتمر نهاية العام المضي ونتمنى ننجز هذه المهمة.

*ماهي التطورات داخل أروقة تقدم ؟
نتحدث باستمرار عن أن تقدم هي خطوة في الاتجاه الصحيح لكن هي ليست كل السودان لذلك يجب أن تصل الجميع وتستوعب كل القطاعات المهتمة بالديمقراطية وفي هذا الإطار تواصلنا مع كل الفاعلين في الساحة السودانية ولكننا في التنسيقية منذ ديسمبر أرسلنا عدة خطابات للقوى السياسية والفئوية السودانية تحديداً الحركة الشعبية قيادة شمال عبد العزيز الحلو وتواصلنا كذلك مع عبدالواحد محمد نور _حركة تحرير السودان بجانب الحزب الشيوعي والاتحادي الأصل والمؤتمر الشعبي بقيادة علي الحاج وحزب البعث الأصل ووصلتنا ردود إيجابية من أغلب هذه الكيانات وحاليا نبحث إمكانية التعاون المشترك.

*ماهي ردود التي وصلتكم الى الان ؟
تقدم طرحت ثلاثة بدائل لإضافة العديد من الفاعلين في المجتمع المدني  أولها النقابات وبالفعل هنالك جهات فئوية تقدمت بطلبات للالتحاق بتقدم، ففي الاتفاق الثاني أن يتم التعامل مع هذه المكونات من خلال العمل المشترك دون الدخول في عضوية تقدم، والخيار الأخير المشاركة في أعمال المؤتمر أو الورش .
وحقيقة العمل تصاحبه بعض التحديات هنا وهنالك، تم إجتماع مع حزب البعث الأصل وايضا اجتمعنا مع عبدالواحد والحلو وتم الإتفاق مع الحركة الشعبية شمال على تشكيل لجنة فنية للاتفاق علي الأجندة المشتركة للعمل
هنالك زخم كثير لكن طبيعة التحالفات تتطلب الصبر لإكمال البناء حتي يصبح لديها القدرة على الاستمرارية والصمود دون الاستعجال في النتائج.

*منبر جدة ومحاولة التوسعة ؟
جدة كانت ميسرة بواسطة السعودية والولايات المتحدة الأمريكية توسعة المنبر بإضافة مصر والإمارات والبحرين خطوة إيجابية وفي الاتجاه الصحيح، أعتقد لو تمت مواصلة الجهد حتى وقف إطلاق النار والعدائيات وتسهيل توصيل المساعدات الإنسانية هذا الأمر سيفتح الطريق لتخفيف معاناة المواطنين  لكن يجب ان تكون هنالك عملية سياسية متزامنة مع هذه الإجراءات وتكون في القارة الإفريقية وتحت إشراف الايغاد والاتحاد الأفريقي، ونحن نعتقد أن المسار السياسي تأخر كثيراً وربما يكون التأخير مفيد من ناحية فهم واستيعاب أكثر للمشكلة السودانية وانه لايوجد حل عسكري لهذه الأزمة وبالتالي لابد من عملية سياسية تجمع كافة الفاعلين السياسيين والقوى الديمقراطية.

*إعادة (حكومة الامر )الواقع العلاقات مع إيران كيف تنظرون لهذا الأمر؟
المنطقة عموما تمر بحالة من الاضطراب السياسي والسيولة وهنالك صراعات في البحر الأحمر وغزة وهنالك حالة استقطاب حاد جداً لكن مايعني السودان في هذا الأمر أن اي دخول وتدخل مباشر يزيد من حالة الاستقطاب، نتمنى أن لانذهب في هذا الجانب وان نمضي في الاتجاه الصحيح مع كل جيراننا وفي اتجاه تغليب الحل السياسي التفاوضي.

*هنالك مجموعات تعمل على وقف الحرب كمجموعة د. منتصر ومجموعة المنصة وغيرها ؟
تم الاجتماع مع مجموعة المنصة  السكرتارية التنسيقية وطرحنا عليهم الخيارات الثلاثة وهم حريصين على وحدة القوى الديمقراطية لأن التشظي لايفيد في هذه المرحلة ولذلك لابد من التعاون المشترك ، ونحن في أنتظار ردهم.

* هنالك غياب لتقدم في  التواصل مع بعض الفئات كالطرق الصوفية مثلا؟

أعتقد أن اللجنة التحضير للمؤتمر على تواصل مع هذه الفئات خاصة الطرق الصوفية باعتبارها مكون إجتماعي مهم ونحن نتحدث عن أهمية محاربة خطاب الكراهية وهذه الجماعات لديها سجل جيد في قبول الآخر.

*تواصلكم مع طرفي النزاع في ظل التصعيد العسكري بينهم؟

لقد كتبنا لطرفي الحرب خطابات، استجابت قيادة الدعم السريع والتقينا بحميدتي في اثيوبيا ووقعنا معهم إعلان إديس أبابا الذي ضم عدد من النقاط لحل المشكلة بما يتطابق مع خارطة الطريق التي طرحتها تقدم، وأيضاً تواصلنا مع الطرف الآخر الجيش لكن لم يتم التوصل لشئ نهائي وتحديد موعد للقاء ونطمح في أن يتم اللقاء معهم بشكل عاجل سريع، ومن خلال تواصلنا مع الطرفين شددنا  على ضبط الخطاب العدائي والشحن الزائد لأن هذا لايساعد في خلق مناخ للتفاوض، ففي الإتفاق مع الدعم السريع وفق إعلان إديس أبابا هنالك نقاط عملية كإطلاق سراح بعض اسري الحرب تحديداً “451” أسير وقد اكدت قيادة الدعم السريع استعدادها لتنفيذ هذا البند لكن هنالك إشكال رئيسي في التسليم للصليب الأحمر الذي غادر البلاد حيث سبق أن نفذ مثل هذا الإجراء لكن حالياً الصليب الأحمر غير موجود، وكنا قد أكدنا في حوارنا مع الدعم السريع على أهمية تنفيذ ماتم الاتفاق عليه في اديس أبابا.

* متى كان آخر اتصال هاتفي لكم مع الجيش؟
كان ذلك قبل أسبوعين لترتيب لقاء مشترك معهم.

*لكن الجيش اشترط أن يتم اللقاء معهم في السودان؟

نحن ليس لدينا مشكلة في أن نلتقي قيادة الجيش في السودان لكن اخبرناهم أن البلاد كلها في حالة حرب ووجود قيادة الجيش نفسها في بورتسودان يؤكد أن الأوضاع غير طبيعية لذلك طرحنا عليهم الهدف الأساسي ليس أين نلتقي ولكن نتطلع أن نلتقي في مناخ يتيح التعامل بندية وحرية وهذا لايتوفر في السودان نحن حريصين على اللقاء وليس لدينا هدف من هذا الأمر فقط نتطلع  للاسراع في إيقاف هذه الحرب وإنهاء معاناة الشعب السوداني نتمنى أن لاتقف مثل هذه المسائل الشكلية حاجز امام إنجاز تواصل يسمح أو يساعد على إيقاف الحرب.