X

سواكن عبق المكان والأزمنة

سواكن عبق المكان والأزمنة  عادت المآذن عالية والأطلال فنادق راقية والبواخر تنخر عباب البحر غير مبالية
الرئيس التركي (أوردغان) يستدعى تاريخ الدولة العثمانية ويتجول في مدينة سواكن الأثرية

شكرا تركيا حكومة وشعبا .. شكرا (تيكا ) شكرا (شنقراي) على هذه القيمة التاريخية الغالية

تركيا أهدت السودان قيمة تاريخية بان اعادت سواكن سيرتها الأولى

سواكن :  ترياق نيوز

حي الطلال البالية  وأسكب دموعك غالية

وتغن باللحن الحزين  على الديار الخالية

هذه سواكن قد بدت مثل العروس الباكية

تختال في أسمالها  أسمال ماض واهية

والبحر في أنحائها يصغي بأذن واعية

ويضم أطراف الجزيرة كالروءم الحانية

يا غادة عصفت بها ريح الزمان العاتية

مني إليك تحيتي رغم الأسى وسلامية

 هكذا جاءت مقدمة مرثية الشاعر السوداني الفذ مبارك المغربي في مدينة سواكن الأثرية وكما معلوم أن هذه المدينة لا تخطئها عين المؤرخين ولا المهتمون بالآثار والسياحة وسحر الطبيعة هذه المدينة التي شغلت حيز كبير في تاريخ السودان حديثه وقديمه وما زالت الشواهد فيها تعبر عن عظمة هذه المدينة وإنسانها ورغم أن معظم مبانيها تحولت إلى حطام إلا أن عظمة هذا الحطام تضاهي كل حضارة آنية وتأبى الإندثار وكأن القدر يستجيب لهذا الحطام وتنفذ فيه قدرة الله (سنعيدها سيرتها الأولى ) هاهم ورثة الدولة العثمانية يبرون آباءهم وأسلافهم بالمحافظة على الأثر الذي تركوه في البقاع التي حكموها حيث عاد الأتراك يرممون كل المباني التي أنشئت في العهد التركي في السودان وكانت محط أنظارهم الأولى مدينة سواكن بشرق        التي قامت بترميم عدد من المرافق التي أنشئت في الحكم التركي (tika)السودان    وهي شركة تركية متخصصة في ترميم الآثار والمحافظة عليها بتمويل كامل من الحكومة التركية .

 (ترياق نيوز ) سجلت زيارة لمدينة سواكن وشهدت الحياة  الجديدة التي دبت في أوصال هذه المدينة التاريخية والآمال التي بعثت في دواخل كل من تهمه هذه المدينة وتاريخها في المساحة نطالع بعض المعلومات عن مدينة سواكن ماضيها وحاضرها فالنتابع :

احد أبناء المنطقة وهو مرشد سياحي يقف جوار أحد المباني التي رممتها الشركة التركية شنقراي ابراهيم شنقراي وهو احد العاملين في ترميم الآثار يقول :

مدينة سواكن مدينة قديمة قدم التاريخ يقال أنها أنشئت منذ عهد نبي الله سليمان وأن أصل كلمة سواكن هي (سواجن) أي أن سيدنا سليمان كان يسجن فيها الجن وهي شهدت أحداث تاريخية كبيرة خاصة في تاريخ السودان الحديث وهنالك من المنشئات تم تشييدها في العهد التركي والآن الحكومة التركية مهتمة جدا بالمحافظة على هذه الآثار والمباني التي تدهورت وجزء كبير منها أنهار .

ـ سبب التدهور

سواكن كانت هي أكبر ميناء بحري في السودان وكانت مدينة عامرة وتعج بالحركة إلا أن إنتقال الميناء لبورتسودان كان قاصمة الظهر للتدهور الذي شهدته وكانت أكبر سوق تجاري عالميا وأفريقيا حيث تم إستهدافها من قبل الإنجليز بنقل الميناء في العام 1905م

ـ مبنى الضرائب شهد محاكمة عثمان دقنة

الشركة التركية (تيكا) فرغت من ترميم أكبر مبنى في سواكن وهو مبنى الضرائب الذي كان أحد قاعاته شهدت محاكمة الأمير عثمان دقنة وتم نفيه ثانية الى حلفا ومكث فيها 18 عاما إلى أن توفاه الله داخل سجن حلفا في العام 1926م وقبر فيها حيث في العام 1964م  حين غمر الفيضان حلفا نقل جثمانه ودفن في أركويت بشرق  السودان .

 ـ معالم في سواكن

مبنى الضرائب

هذا المبنى الذي تم ترميمه الآن أصبح جاهز وهو تم تحويله الآن لفندق به 12 غرفة مجهزة بأحدث طراز وبه كافتريا ومرافق أخرى وقاعات جميلة ورغم العمل الكبير الذي تم فيه ظل محافظ هيئته الأثرية لأن هذه الشركة التي قامت بهذا العمل الكبير متخصصة في مثل هذه الأعمال ويقال بأن هذا العمل ضمن مشروع كبير تبنته الحكومة التركية للمحافظة على الآثار التركية في كل دول العالم وهي تتحمل كل التكاليف وتعود فوائده لأهل البلد وتنال تركية شرف التاريخ ومحافظة على القيم الإنسانية .

أيضا هنالك عدد من المساجد الأثرية منها مسجد الحنفية وغيرها أيضا سواكن بها أول بنك نشأ في السودان هو البنك الأهلي المصري وما زال واقفا رغم مبانيه المهترئة .

ـ زيارة اوردغان لسواكن

واحد من أهم برامج الرئيس التركي رجب طيب أوردغان عند زيارته للسودان أمس الأول هو زيارة مدينة سواكن الأثرية والوقوف على تاريخ الدولة العثمانية والتي كان م ركزها الأساسي مدينة سواكن حيث إهتمام دولة تركيا حكومة وشعبا بتاريخهم قد قررت في وقت مضى بغث هذا التراث الذي كاد ان يندثر حيث تكفلت الحكومة التركية بترميم كل المباني المتهالكة وقد نجحت شركة (تيكا) التركية في ذلك حيث تأتي زيارة الرئيس أوردغان يرافقه الرئيس عمر البشير ووفد عالي المستوى من المسؤلين في البلدين تركيا والسودان ورجال الاعمال الأتراك للوقوف على هذا الإنجاز

خاتمة :

حقا أنها صفحة جديدة تكتب في تاريخ مدينة سواكن الأثرية ومن حق الأتراك علينا أن نقول لهم شكرا أهديتمونا المحافظة على هذه القيمة التاريخية والمحافظة عليها واجبنا قبل أن يكون واجبكم وسواكن قيمة إنسانية قبل أن تكون قيمة إقتصادية أو خلافها من القيم وهي مدينة واعدة بكل ما تحمل الكلمة من معنى وحتما ستكون قبلة لكل العالم وليس للشعب السوداني وحده أو سكانها الأصلين فحسب .. شكرا تركيا حكومة وشعبا شكرا (تيكا ).