X
    Categories: فنية

” ودالبكري ” فنان الاقاليم في السودان “يغزو” صعيد مصر

الخرطوم _ ترياق نيوز

 

 

المطرب السوداني عبدالباقي محمد البكري الشهير ب ودالبكري يعد من اكثر المطربين السودانيين ارتباطا باقاليم السودان ، حيث ظل يجوب القرى والفرقان منذ ظهوره على الساحة في مطلع تسعنيات القرن الماضي ، حيث قدم للعاصمة الوطنية ام درمان قادما من مدينة الدويم وحينها لم يحترف الغناء حيث كان بعمل بصيدلية النيل الابيض نهارا ويختلص بعض الليالي لاحياء المناسبات الاجتماعية ، ورغم تغنيه لكبار المطربين مثل ابوداوؤد ، ابراهيم عوض وعثمان حسين وغيرهم الا أنه عرف بترديده اغاني ارتبطت ببيئته وطبيعة كردفان التي نشأ فيها ” تزورني انا ما حرام عليك تنساني كدا يالبلوم بالله ” و ” الراسي الشجاع القول عليهو بحقو ببسم للصديق ما بجيهو بشقو .. العوج البحضرو بعدل قبيحو ومايلو متوكل تمام شيطان لئيم ما بزايلو ” ثم ” اي حاجة ولا السفر لو صحبح قلبك معاي ” والباص السريع القام شال الصيد جنى الغزلان .. ثم لا يتجاوز اهل الحضر وحمل لهم عدد من الاغاني الحديثة حيث تغني ل مدني النخلي والصادق الياس وغيرهم ..

 

 

 

 

دخل استديوهات الاذاعة وكان من معارفه من ابناء الدويم فني الصوت معتصم محمود والمخرج الراحل اسامة الجوخ وتمت اجازة صوته عبر لجنة الاذاعة العملاقة برئاسة برعي محمد دفع الله وعضوية محمد داؤود وعربي وغيرهم وتم الاستماع له على ثلاثة مراحل جلسة لاغاني الحقيبة وجلسة اخرى لاغاني كبار الفنانين وجلسة اخيرة لاعماله الخاصة ..
٢٠٠٣م قال عنه الراحل عثمان حسين على مدى خمسة وعشرين عاما لم تأت الى الساحة الفنية خامة صوت مثل صوت ودالبكري وتحدث عثمان حسين لرئيس تحرير مجلة الشباب والرياضة احمد الترابي بحضور ودالبكري قائلا : انا وصلت عمر ما محتاج فيه اجامل ” لكنه اوصى ودالبكري بالاستعانة بشعراء وملحنين مقتدرين .. ثم قال عنه علي المك بان ودالبكري افضل من يؤدي اغاني الحقيبة ويطفي عليها لونيته دون اخلال ..

 

 

 

ولكن رغم ذلك ظل بعيد عن اجهزة الاعلام ولا تجده خلالها الا لماما لارتباطه بجمهوره في الاقاليم وله فيها صولات وجولات ، حيث استفاد من شعبيته متعهد الحفلات ابراهيم شلدم الذي كان يقيم الحفلات التجارية بجميع الولايات يختار نخبة من المطربين الكبار ومطرب شاب ومطربة ولذلك رافق ودالبكري عبدالعزيز المبارك ، عبدالرحمن عبدالله خوجلي عثمان ، حنان بلوبلو . بهاء عبدالكريم سمية حسن وغيرهم وكانت الجولات تبدأ من بورتسودان وتنتهي في الجنينة بغرب السودان .

 

 

 

ولودالبكري مواقف وطرائف في حفلاته في الولايات منها حيث كان ياخذ فرقته من مركز شباب ام درمان قبل ان يلتحق باتحاد الفنانين فذات يوم جاء المركز وطلب من العازفين الاستعداد لحفل في ” القاعة ” وبالفعل كل عازف حمل آلته وركب السيارة ” بوكس ” ولكن السيارة اتجهت لغرب ام درمان وكان ظنهم بأنه يريد ان يأخذ احد الزملاء ولكن العربة شقت طريقها الى الوديان غرب ام درمان واصبح العازفين يتصايحون يا ودالبكري ” مش قلت الحفلة في قاعة الصداقة ؟” رد عليهم بكل هدوء قائلا ” قلت ليكم القاعة القاعة بتعطيش القاف ويقصد منطقة القاعة جوار جبرة الشيخ مع الحدود الليبية واستسلموا للامر الواقع ولكن شفى غليلهم طيبة وسماحة اهل كردفان وودالبكري يردد فيهم ” طيبة موروثة والكرم موصول والجمال فطري اصلو ما معدول في كردفان بلدي .. من شمال أم بل وقاصد ام بادر امشي تلقى هناك النعم سادر فيهو تتغزل اوعى لا تبادر بالسهام ترميك وانت ماك قادر في كردفان بلدي ” ضف الى ذلك ” العداد ” اي اجر العازفين كان مميز فلذلك اصبح العازفين يحبذون المجاذفة مع ودالبكري . شعبيته لم تقف داخل الحدود واصبحت له قاعدة عريضة في تشاد ، وروى عن ذلك احد الصحفيين السودانيين قال نزلت في فندق بطرابلس بالحماهيرية الليبية وكانت الغرفة جواري ينزل فيه دكتور تشادي فقال الصحفي بعد عرف انني سوداني طرق باب غرفتي وقال لي لو تكرمت عاوز شريط كاسيت للفنان ودالبكري وسارده لك فقال الصحفي انا لا اعرف فنان بهذا الاسم ولكن الدكتور التشادي لم يرد بكلمة وانصرف عن الصحفي السوداني وقطع علاقته به بعد ان كان يلتقيه في بهو الفندق لتجاذب اطراف الحديث لكن عبر طريق سوداني آخر الصحفي عرف بان التشادي زعلان ظنا منه بانه بخل عليه بالشريط ولما اكد له فعليا انه لا يعرف فنان يسمى ودالبكري رضى عنه لكنه اندهش بان يكون هنالك سوداني لا يعرف ودالبكري وقال التشادي لا اظن بان هنالك بيت تشادي يطرب اهله للفن يخلو من كاسيت لودالبكري . .. وقال الصحفي هذا الحديث حز في نفسي ودفعني لمعرفة ودالبكري وقال اول ما نزلت السودان توجهت لاقرب مكتبة لبيع الكاسيت وذلك قبل التقنيات الحديثة وطلبت كاسيت لودالبكري قال صاحب المكتبة قدم لي عدد من الاشرطة بعناوين مختلفة واستمعت لاحدها وفعلا اندهشت وقلت في نفسي فنان بهذا المستوى ولا حس ولاخبر له في الاجهزة الاعلامية .. وظل ودالبكري متمسك بجمهوره في القرى والارياف حتى هذه اللجظة حيث قال عن ذلك الشاعر مدني النخلي ” ودالبكري مثل فنان الامازيق في المغرب الغربي الذي مات في الصحراء ” .

 

 

 

 

 

لكن المدهش خلال السنتين الاخيريتين اتجه ودالبكري صوب الصعيد المصري واصبح يؤدي حفلات الاعراس في اسوان كأنه يغني في عطبرة او دنقلا وساعده في ذلك الطريق البري عبر ارقين او حلفا وله مكتب ارتباطات هنالك ، فرسالته اصبحت دولية ، الا تستحق الوقوف عندها ؟! .. بالتأكيد الحديث عن ودالبكري يطول وعجائبه لا تنقضي .. يتواصل .. ان شاء الله ..