X

عبدالباقي جبارة .. يكتب .. ” فزع الحروف ” .. الى ” الحسين ” في علياءه أنت حي بيننا .. وهم الاموات !!!

والله ما أحلى الكتابة عنك وانت تتقاذم كل اللغات أمامك والله ما احلى الكتابة عنك وهي سلوى الكاتب وهو يكتب ويعلم أن ما يكتب لا يضيف ل ” سفرك ” حرفا ما دام كانت حياتك موقفا وموتك درسا .. أنه شهيد المنافي يا سادة شريف المواقف والنسب ” الحسين ” حسين الروح والجسدي فاختار يناير لوداع الفانية الى البرزخ الأعلى.. وظل يناير كل عام يرتعش وفيه شتاء قارس في بلدك وهو بلدي .. فاخترت بلد الجليد وزخات المطر ” اليونان ” لمفارقة الروح للجسد فلأن عشقك الوطني هي مقارباتك في لطف الاجواء والإحن ..

سيدي الشريف حسين الهندي طبت حيا و ” ميتا ” فعفوا عجزي وقلة حيلتي لم أجد غير ايراد هذه الكلمة ” ميتا ” لأن الموت لا يشبهك ولا نعني سنة الله في خلقه .. فإذا كانت الحياة مواقف فالأموات يمشون الآن بيننا وأنت الحي فينا روحا ومواقفا نبيلة ، مرسوم في كل مشهد وطني وفي دم كل حر تجري مبادئك شرعة ومنهاجة .
سيدي الشريف لم تكن سيادتك علينا رهبانية ونحن الحواري نتبتل في محرابك ، ولم تكن طاغية تزجر وغيرك يمتثل .. وقاعدتك الثابتة ” لا قداسة مع السياسة ” رغم عن ذلك ملكت الاحرار حبا وعشقا للوطن ..
سيدي تجنبت كثيرا الكتابة عنك وظللت ” اتململ ” كل يناير من كل عام واكتفى بسلوى اقلام قرأت كتابك جيدا ونهلت من معينك كثيرا ، رغم إختلاف المدارس وتشعب المناهج ، فانت مصدر الإلهام لهم جميعا يمنا ويسرا فمعدنك الوسطية أصلا وفصلا .
في ذكراك ” الاربعين ” كنت حاضرا بمواقفك القوية وطرحك الجرئ وشجاعتك النادرة … في كتاباتهم بإجترار ذكراك الحية وفي بكائياتهم وهم يندوبنا حظهم إنك ليس بينهم .. إنها حيلة العاجزين بين ورثتك ورثة مبادئك التي لم تكن ورثة حسب ونسب حيث تركت لهم رابط القيم ” الأشقاء ” ويا ليتهم حفظوا الأمانة رسما ووسما … سيدي أنهم ورثتك خانوا الأمانة ونقضوا العهود يتهامسون نهارا ويتآمرون ليلا يكيدون لبعضهم البعض ” أشقاء ” لبعضهم شقاء وإتحاديون بلا اتحاد اكلوا ” المبادئ والصوابع ” وهاموا يتمرقون موائد العسكر والشموليين ” يهتفون مع الجاني ويبكون مع المجني عليه من شهداء بني وطني يدعون للوحدة جهرا وهي ابعد عنهم سرا لأن إسترزاقهم في شتاتنا وضياع مكاسبهم الرخصية في وحدتنا أنهم سيدي المدعون زورا وبهتانا ” اتحاديون . أشقاء ” وهم للشتات والشقاء اقرب ..
لكنك سيدي لا تقلق ومثلك لا يقلق عشت منتصرا ومت منتصرا شامخا … وبعد أن دب اليأس ” ولعل الله يخرج من اصلابهم ما هم مؤمنين ” ها هو الفجر لاح وكأن وطنيتك تبعثرت في ارض السمر وخرج من گل دار الف ” حسين ” مرددين حرية سلام وعدالة سيدي الحسين انهم في عمرك حين كنت تلميذا لابوالحرية الزعيم الازهري والفرق بينك وبينهم أنك كنت في كنف قائدا ملهم وحتى الطاغية الذي واجهته ” نميري ” يعرف القيم وحين شق نعيك هتف مناجيا نفسه وغالبه حزنه ” أمانة الوطن ما فقد راجل ” .. فانت كنت تناهض الشمولية والدكتاتورية أما احفادك يا سيدي من رجال المقاومة الآن ينهاضون الشمولية والدكتاتورية ، الاستعمار الحديث وسوء اخلاق الممارسة السياسية .. وحتما سينتصرون على الجميع .. والمجد يراودهم كل ما رأى موكب هتف فيهم يا شباب فيكم الحسين .. ياناس شفتوا الحسين .. وكل ما ارتقى منهم شهيد رغب في لقاءك ارتفع فيهم النشيد ” حرية ، سلام وعدالة ” مدنية خيار الشعب .. فارقد بسلام يا شهيد المنافي !

عبدالباقي جبارة
١٢ يناير ٢٠٢٢م