X

حيدر الفكي .. يكتب .. ” حتى الآن ” .. من هنا يبدأ النصر !

لاحت بشائر العدالة ترفرف في سماء بلادي وهى بارقة أمل ووميض ضوء على درب العتمة والظلام الحالك التي تعشقه طيور الظلام ويبدده الثوار بمشتغل الوعي والتنوير وبطول الصبر للوصول الى الضفة الأخرى وإن شط النوى وعز اللقاء الى الوطن المفقود ولو الى حين
العدالة هى الركن الركين للثورة وهى أحد اضلاعها الثلاثة حرية سلام وعدالة وهى سنام المطالب لأنه بدونها ليس هناك دولة ولا مؤسسية ولا مدنية وعليها يتأسس التحول المدني والديمقراطي لأنها هى معبر الوصول للحريات والضامن الأساسي للسلام والتعايش وقبول الآخر وفق معايير المواطنة ما لها وما عليها من حقوق وواجبات
في تطور مهم وسيكون له مابعده اصدر رئيس القضاء بياناََ ممهوراَََ برئيس قضاء وقضاة السودان بتاريخ 20/1/2022 يخاطب فيه المجلس السيادي ويشير فيه الى مسؤولية المجلس السيادي عن جرائم القتل حيث وصفها بانها تتم خارج نطاق القانون مطالباََ في الوقت نفسه بوقف هذه الجرائم والإنتهاكات التي تتنافى مع القانون .. ويعتبر هذا انتصاراََ للثورة ولمبادئها الأساسية التي ترتكز على العدالة وقوة داعمة لتيار المد الثوري لأن ظهور الاجهزة العدلية في المشهد تمثل عنصر الحماية للثورة و ردع لقوى القمع والطغيان وهنا تظهر أهمية علو صوت القانون في وجه الإستبداد والتجبُّر .. وقد سبق هذا البيان بيان آخر من أعضاء النيابة العامة بالتوقف عن العمل بشكل مبدئي على خلفية الإنتهاكات لحقوق الإنسان في البلاد والقمع المتواصل من قبل السلطات كما اكد البيان على أن كل الخيارات واردة في حال عدم الإستجابة لوقف الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وقرّر أعضاء النيابة وفقًا للبيان تقييد دعاوى حول الأحداث التي تمثل مخالفة للمادة ١٨٦ بالجرائم ضد الإنسانية استناداً للعلم بوقوع الجريمة والتحري فيها من خلال بعض الفيديوهات المُنتشرة في الميديا والتي وثّقت أقوال بعض الشهود .. وأمَّن البيان على أن النيابة هى صاحبة الحق الأصيل في حماية الحقوق والحريات وهو الواجب المنوط بها وأنه يسوؤها ان تحدث مثل هذه الإنتهاكات لأبناء الوطن وبأبشع الصور من قمع وتعدي بسبب ممارستهم حقهم القانوني في التظاهر السلمي
وهنا يجب الإنتباه لضرورة دور النيابة لأنها هي صاحبة الإختصاص في تحريك الدعوى الجنائية وإتخاذ التدابير الوقائية وفقاََ لقانون الإجراءات الجنائية
شئ من حتى@
هذا موقف مشرف وسيسطره التاريخ بأحرف من نور وبمداد الصدق والمهنية والوطنية للاجهزة العدلية في حفظ حقوق الإنسان وحماية حقوقه القانونية وحماية مكتسباته المشروعة في التحول نحو دولة القانون والمؤسسات .. التحية لشرفاء بلادي حاملي لواء العدالة بحقها ومستحقها والقابضين على جمر العدالة والمكافحين المنافحين من أجل عزة الوطن الحبيب ومن هنا يبدأ النصر