X

بعد غيبة ظهور الميرغني ” يامعاين من الشباك “

الخرطوم: عبد العزيز النقر
منذ العام 2013 خرج مولانا محمد عثمان الميرغنى مغاضباً من العنف الذي مارسته سلطة الانقاذ على الشباب وأخرج بياناً ضافياً سبب فيه خروجه من السودان . وعلى نحو مفاجئ ظهر مولانا امس الاول فى تسجيل بث على قناة النيل الازرق راعى فيها الطاقم الفني تقنية (الزووم اوت) حتى لا تتضح ملامح مولانا محمد عثمان حتى يتسنى للعارفين ببواطن الحزب تحديد الحالة الصحية التي كان فيها مولانا محمد عثمان .
البيان المكتوب بخط واضح وكبير جمل فيه مولانا الميرغني رؤيته ان صدقت للحوار السوداني السوداني الشامل ، وهي ذات الدعوة التي ظل يطلقها رئيس حركة جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد نور ، دون تفصيل لآليات الحوار السوداني السوداني وماهي الطرق المُثلى لادارته وماهي أجندته والى اي مدى يمكن ان يتفاعل معه الشارع، الحديث عن حوار سوداني سوداني هو الطلب العام للنخب السياسية في السودان ولكن لابد من آليات واضحة المعالم .
منظمو التسجيل لمولانا محمد عثمان الميرغني لم يدركوا بعد ان هناك شارع ثوري تخطى الزعامات التاريخية من ناحية وان أي خطاب لا يلامس قضايا هؤلاء الشباب فهو مرفوض من كل اتجاه ، سيما وان حراك الشارع الثوري الذي مازال متحركاً منذ فجر الخامس والعشرين من اكتوبر الذي كانت حصيلته أكثر من 100 قتيل و4000 جريح واكثر من 3000 الف معتقل لايمكن له ان يدغدغ مشاعره عبارات رنانة على شاكلة التمييز الايجابي للشباب.
رسائل
يرى مراقبون للشان الاتحادي ان ثمة رسائل اراد مسجلو البيان على لسان مولانا ان يرسلوها وعلى رأسها الاعلان الرسمي لمولانا محمد عثمان بأن نائبه في الحزب الاتحادي الاصل هو جعفر وليس السيد الحسن وبالتالي سيطرة (الدواعش) على حسب وصف السيد الحسن على مقاليد الأمور مرة أخرى داخل الاصل وهي المجموعة التي لديها خلاف كبير مع السيد الحسن وتم فصلهم من الحزب في مرحلة من المراحل .
أيضاً من الرسائل المهمة في بيان مولانا الوحدة الاتحادية التي تبدأ وحدة تنسيقية بين الكيانات الاتحادية وهي رؤية تقتصر على مجموعة محدده فقدت السلطة بزوال الانقاذ ومازالت تحاول ركوب الموجة حسب فهمهم لانخفاض المد الثوري دون التأكد من اهتزاز في القواعد نفسها.
مبادرة مولانا محمد عثمان الميرغني التي اتت في وقت حرج من عمر الدولة السودانية تندرج تحت بند ان تأتي متأخراً خيراً من الا تأتى ، بيد ان مهندسي البيان فات عليهم الكثير والمثير في ظل تقلبات الشارع السياسي السوداني من ناحية ووعي وتقدم الشارع الثوري الشبابي من ناحيه أخرى، خلاصة البيان انه حمل اعترافاً ضمنياً كان يؤرق مجموعه السيد جعفر في جدلية نائب الرئيس للحزب والاقصاء المتعمد لمجموعة الحسن الميرغني هذا على المستوى الداخلي للاصل اما على مستوى الوحدة الاتحاديه فان ثمة مياه كثيرة جرت على جسرها وبالتالي أصبحت أكثر صعوبة من ذي قبل سيما وان الوحده العاطفية التي كانت تحدث بين الحين والآخر أصبحت لا تجدي لشباب يرى ابعد مما يراه مهندسو البيان.
العمل على الحوار السوداني السوداني في ظل وجود البرهان في المرحلة الحالية أيضاً تحتاج الى اجتهاد كبير سيما ان الشارع يرفع ثلاث لاءات يتفق معها البعض او يختلف الا انها اصبحت لاءات على الخارطة السياسية في السودان، التوافق الوطنى مطلوب فى المرحلة القادمة وقبلا تصفية الخلافات الداخلية الاحزاب حال اردنا ديمقراطية مستدامة وقيام مؤتمرات عامة تدفع بدماء جديدة للأحزاب وأفكار مختلفة عما كانت سائدة لتواكب الحدث فى السودان.