X

عبدالباقي جبارة .. يكتب .. ” فزع الحروف ” .. الشهادة السودانية وخدعة المدارس الخاصة !

اولا لا بد أن نسوق التهنئة المستحقة لكل الطلاب والطالبات الذين توفوقوا والذين حققوا النجاح مهما كانت النسبة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد والتهنئة موصولة لأسرهم ولكل معلم عمل بجد من اجل مستقبل هذا الجيل .. لكن هذه الاشراقات يجب ان لا تعمينا من الحقيقة المرة الا وهي التدهور المريع في التعليم العام بسبب رفع الدولة يدها .. وهي تفرح وتهلل مع سماسرة ومستثمري التعليم في المدارس الخاصة التي تسعى دائما للعمل الدعايي بالناجحيين والترويج بهم للمدارس ولا عزاء للراسبين او اصحاب الدرجات الاقل ، بالتأكيد هنالك فئة من الطلاب لها مقدرات التفوق في أي مدرسة او لو امتحنت من منازلهم هذا لا يعني التقليل من جهود المدارس او المؤسسات التعليمية التي توفر بيئة صالحة للتعليم ويجب أن تجد الثناء عندما يتم الاجتهاد مع كل مستويات الطلاب من منسوبيها بغض النظر عن مستوياتهم الاكاديمية وبالتالي رفع نسبة النجاح وتقليل نسبة الرسوب .. الواقع الان هو رسوب ما يقارب ال ٥٠% من الممتحنين هذا هو ناقوس الخطر حيث يشكل هذا العدد الهائل من الراسبين مزيدا من الضغط على الدولة والاسر ويزيد الفاقد التربوي بشكل كبير .. عليه المطلوب على وجه السرعة ان تطلع الدولة بمسؤليتها تجاه التعليم الحكومي وان يكون الشغل الشاغل هو الاهتمام بالتعليم الحكومي وان يعود للمقدمة وإنهاء حالة اليأس من التعليم الحكومي الذي اصبح كانه سبة او عار لأي اسرة ابناءها يتجهون للمدارس الحكومية وشعور الاسر بعقدة الذنب تجاه ابناءها اذا لم توفر لهم فرص في مدارس خاصة .. اعتقد كشف الممارسات والاساليب الفاسدة في المدارسة الخاصة التي تدعي التفوق وحده كفيل بحل هذه المعضلة ليعود المقتدرين بابناءهم للمدارس الحكومية بالتالي يلتقي فيها ابن الغني وابن الفقير ليستفيد ابن الفقير من امكانيات ابن الغني المادية ويستفيد ابن الغني من الذكاء الفطري ويتعلم قيم الكفاح والعصامية من ابن الفقير .. الان وقبل ان تنطفئ فرحة المتفوقين ويتواري حزن الذين لم يحالفهم الحظ .. يجب على الخبراء تحليل هذه النتيجة وعلى الاعلام ان يطلع بدوره لكشف الفساد في العملية التعليمة وقد يكون الفساد ليس بمستندات ملموسة لكن تماهي المسؤلين عن التعليم مع هذه النتيجة الخادعة التي تخبئ خلفها فشل زريع لعشرات الالاف من الطلاب الذين تحملوا وزر واخطاء غيرهم هذا ، هذه جريمة يجب يستنهض كل الشعب لمقاومتها .. ألهم إني بلغت فأشهد ..