X

حيدر الفكي .. يكتب ” حتى الآن ” .. منبر جدة (أزمة المحور الثالث) !

   

 

 

    تابع كثير من المهتمين بالشأن السياسي السوداني تطورات منبر جدة عبر المصادر ومن خلال التكهنات حتى انتهت الجولة الأولى بمخرجاتها التي تم اعلانها عبر المنصات الإعلامية والمواقع الإخبارية حيث سنقف عند بعضعها بشئ من التفصيل والتحليل لأنها لها ما بعدها وقد يكون فطن لها البعض وقد تكون غابت عن الكثيرين .. جمع هذا المنبر الفرقاء العسكريين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على مائدة التفاوض لإنهاء الحرب .. ولكن يظل تعبير إنهاء الحرب كتعبير مجرد هو فضفاض يحتاج ان تستصحبه كثير من المعينات حتى يصبح واقعا معاشاََ على أرض السلام فليس هو مجرد شعار ولا أماني خيالية خالية من ادوات الفعل والعمل .. فمثلاََ هناك اسئلة ملحة تطرح نفسها وبقوة عن كيفية إنهاء الحرب وضمانات الإستمرارية على أرض الواقع لا على منصات المنابر او بتحبير القراطيس عبر الإتفاقيات ورفع مسودات الإتفاق والتلويح بعلامات النصر ثم ينصرف الحضور وسط اهازيج التهليل والفرح !! هنا يكون النصر عبر الأثير .. ما أعنيه أن الإتفاق المحتمل عبر منبر جدة يجب أن يكون محكماََ و واضحاََ من غير إسهاب او تطويل شجاعاََ يضع المبضع على مكمن الألم والجرح النازف المتقيِّح حتى يتعافى هذا الوطن المكلوم بحق من غير أي إعتبار لمجرد وضع مساحيق النصر الزائف والعلاقات العامة (هذه حرب ضربت المجتمع السوداني في عمقه واجتمعت فيها كل انواع قذارات الحروب التاريخية التي كنا نسمع بها غير مصدقين لرداءة العنصر البشري في وضعه الشيطاني .. هزَّت المجتمع ودمَّرت البنى التحتية وشرَّدت الناس وفقد المواطن كل ما يملك ابتداءََ وانتهاءََ بكرامته )
فلذلك التعامل معها يكون بحجمها وقدرها ولا تقبل أنصاف الحلول أبداََ
وإذا رجعنا الى اهم مخرجات الجولة الأولى والتي لم تفلح في إتفاق كامل شامل على إنهاء الحرب وهذا شئ طبيعي لِعِظم التركة الثقيلة ولكثرة التقاطعات المفهومة والمتفهمة ولكن يظل أن هناك اختراقاََ مهماََ حدث في هذه الجولة وهو أمر مهم جداََ حيث وافقت الأطراف المعنية
على زيادة تسهيل المشاهدات الإنسانية وتنفيذ اجراءات بناء الثقة .. هذا يعني ان يكون هناك دور وفعل دولي استباقي على الأرض قبل إعلان وقف الحرب عبر وفد دولي للدراسة والمراقبة وفهم الطبيعة على أرض الواقع وهذا ما طلبته الوساطة من الطرفين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ووافق عليه الطرفان هنا يصبح امر تواجد قوات دولية على الأرض امراََ حتمياََ حتى يتم التنفيذ وتنتقل حروف الإتفاق من الورق الى الأرض .. ومما لا شك فيه ان هذا الأمر مزعجاََ جداً للمحور الثالث (أنصار الحرب بقياداتهم الأسلامية والمعروفين بعد ان اطلقوا سراحهم من داخل السجون) ولذلك لكي تصبح دائرة الإحكام مغلقة جيداََ طلبت الوساطة بإعادة الهاربين من السجون) وهنا فعليا وعمليا ستكون عمليات الهروب داخل وخارج البلاد او التخفي امر بديهي ولكن سيكون ذلك في صالح مسار إنتهاء الحرب لأنهم سيكونوا مشغولين بترتيبهم الداخلي اكثر وستكون افكارهم مشوشة وسياخذ منهم مساحة من الوقت ستصب في شأنهم الذاتي
وقد وردتنا اخبار مؤكدة بأن بعض القيادات الهاربين من السجون بعد اعلان مخرجات جدة الجولة الأولى حيث عرفوا بأمر ملاحقتهم المحتملة قريباً اختفوا وهربوا الى جهات غير معلومة بعد ان كانوا يظهرون على الملأ
لم ولن يكون لأنصار الحرب مساحة على المدى القريب والبعيد من خلال المؤشرات التي تردنا من الوساطة والمتفاوضين عبر منر جدة ومن خلال المتابعة والقراءة لواقع مجريات التفاوض .. الحرب تنبت كنبت شيطاني بسرعة مذهلة وبفجائية منقطعة النظير أما وقفها فيحتاج الى صبر ووقت وجهد كبير وهكذا يكون الحال بين التدمير والتعمير فالأول أسهل ما يكون والثاني أصعب ما يكون ولكن سنصل ما دمنا في الطريق وسنروي الأرض بالخير بعدما رواها أعداء الإنسانية بالدماء
ومضة:
هى روح مُتعبة بفوضى الجسد مُنهكة بفكر العقل ووعي السؤال