X
    Categories: مقال

عاصم السني الدسوقي.. يكتب .. ” ذمة الواعي ” .. مطبخ السفارات

الخرطوم : ترياق نيوز

شخصية الدولة عنصر هام لفرض واقع شكل ادارة الشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي او المكون الحياتي العام الذي يصب في استقرار الوطن وحياة المواطن وتكون محل احترام وتقدير الجميع وهنا تستحضرني شخصية الرئيس الراحل المشير جعفر محمد نميري طيب الله ثراه ،،،
وكيف كان يصنع الحدث بكل قوة وشجاعة لا يبالي ابدا وبكل شموخ وكبرياء وعزة نفس وانعكس ذلك علي شخصية الوطن حتي اصبح السودان دولة رائده وقائده ومؤثرة في المحيط الاقليمي والدولي وكانت القرارات المصيرية لمستقبل الدول والشعوب تخرج من ارض النيلين والخرطوم ولا احد يجرؤ علي التطاول او لي الزراع ،،،
وايضا سودان ما قبل الثورة كان السودان دولة ذات سيادة وعزة وسطوة دولة لها كلمتها التي جعلت من السودان قوة تزلزل اعتي الكيانات الدولية مما جعلها عرضه للاستهداف والمكايدات السياسية التي فرضت علي المجتمع الدولي ان يضع استراتيجية تفتيت السودان خوفا من تمدد السودان الكبير القوي بموارده وانسانه وتطلعاته الأيدولوجية والجيوسياسية ،،،

نجحت التحالفات الدولية بفعل المال والعملاء وسياسي الغفلة وبائعي الضمير في نسف استقرار السودان وضاعت ملامح الدولة واصبحنا ندور في فلك المحاور النفعية الضيقة التي ترغب في فرض هيمنتها بشتي الأساليب المتاحة ورأينا كيف تتسابق السفارات في كسب ود المواطن والسياسين واصبح الوطن اسير يدار من مكتب السفير ، وتنعقد الاجتماعات المصيرية داخل السفارات والصرف والانفاق والمال الذي يقول كلمته بعيدا عن الوزارات المعروفة التي تم الغاء دورها تماما ،،،،،
واصبح السفير هو الذي يدير ويقرر ويرفد ويعين ،،،

دولة السفارات الان تفشت واصبحت واقعا من غير اي غطاء ، واذا رغبت بمقابلة سياسي انتظره بشارع السفارة ،،
واتذكر تماما في نهايات حكم عمر البشير كيف كانت السفارة الامارتية بالخرطوم تقوم علي استقطاب تعاطف المواطن من خلال السلة الرمضانية وحفر ابار المياه الجوفيه في بعض الاصقاع البعيده، واذكر حينها كنت شاهدا علي كمية الرحلات الجوية التي فاقت حمولتها الخمسين او الخمسمائة طن من المواد الغذائية والعينية ، وبعدها تم استدراج فريقي الهلال والمريخ لمباراة كتبت عندها ان هذه المباراة تحمل في داخلها اجندات خاصة قد تقود في المستقبل القريب لتغيرات سياسية مقبلة ، وحينها كانت العلاقات لست علي ما يرام ،
وصدق حدثي وكانت التغيرات السياسية الحاصلة الان والسفير يقابل ويقرر ويتخذ ، وايصا علي نفس النهج كانت سفارة السعودية بالخرطوم ، والسفير هو المدير الذي يحدد من يكون في الكرسي ومن يذهب ، ويقدم الطعم ويزيد ، اما حال السفارات الغربية التي تقدم المرتبات والتأشيرات وتنشط داخل التجمعات وتقيم الندوات السياسية والسمنارات ، فحدث ولا حرج ، يبدو ان هذا الوضع المغري ايضا كان دافعا لبعض السفارات المتوازنة قليلة الحركة علي عدم الخروج من المولد بلا حمص وذادت نشاطها المغلف تحت غطاء الانسانية بعيد عن البرتوكول والاعراف الدبلوماسية التي تحدد وتقيد حركة الدبلوماسيين داخل الدولة ،،،

لفت نظري تحرك السفير التركي بقوة داخل المجتمع السوداني البسيط في ظل جمود واضح للعلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية بين البلدين خاصة بعد الثورة وتوجهات اليسار الذي يهمن علي الوضع الان في السودان الذي لا يرغب في التواصل مع التوجهات التي تدعم الاسلام السياسي ،،،
وحالها حال السفارات التي تمثل دولها حيث لا نجد اي من المستويات الاستراتيجية الهامة لدولة السفراء داخل السودان التي تصب في المعين التنموي الذي يخدم مصالح الوطن و المواطن ، ،،،،
اعتقد ان الاهداف الاساسية في هكذا حراك هو عمل لفرض نفوذ داخل المجتمع السوداني العاطفي لمكتسبات سياسية خالصة في المستقبل القريب ،،
وهنا الفت نظر من يقودن السودان الان ، انه وجب ان لا ننظر بعين العاطفة لهذه الافعال التي ظاهرها رحمة وباطنها عار ونار ، وليس هنالك دولة تقدم شئيا دون مقابل ولا من اجل حباب عيون الشعب السوداني ،،،،
اعيدوا النظر في كثير من تحركات السفراء الذين يجيبون البلاد والشوارع طولا وعرضا ليلا ونهارا ، اننا نرفض ان يدار السودان بايدي استخبارات الدول من داخل الوطن، وما عرفان الباكستاني سفير الانكليز ببعيد ،،،
عموما شخصية الرئيس هي من تفرض واقع التعامل مع الغير ، ، سيدي الرئيس كن قويا نكون اقوياء واصحاء .
ولنا عودة لنتحدث عن اجندات السفراء ودولهم في وطننا الحبيب السودان ….

،،،، والله ولي التوفيق ،،،،